من فضائـــــــل صوم السّـــــــِت من شــــــــــــــــوال
من فضائـــــــل صوم السّـــــــِت من شــــــــــــــــوال
أخى فى الله: هل تريد مغفرة الذنوب وتكفير الخطيئات؟.. وهل تطمع حقاً فى دخول الجنات؟.. وهل ترجو صدقاً رحمة بارى البريات؟.. وهل تبتغى فعلاً إجابة الدعوات؟..إن أردت ذلك حقاً, فصمت بعد رمضان سِّتاً من شوال صدقاً, لحظيت بأجر كريم, وخير عميم, واللهُ يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليمٌ.
والآن .. هل تعلم كم فضيلة لصوم سِّتٍ من شوال ؟ .. وكم صحَّ فى فضل صومها من أحاديث خاتم الأنبياء؟.. فلو علمتها لطرقت بابها لتكون من الأتقياء... وإليك ستة وعشرين فضيلة لصوم السِّت من شوال.. إن رُغِّبت فيها وعملت بها لكنت من الفضلاء بإذن رب الأرض والسماء:
(1) صومُ السِّت من شوال سُنَّةُ سيد الرجال صلى الله عليه وسلم
(2) صومُ السِّت من شوال يعدل صوم شهرين (ستين يوما) لأن الحسنة بعشر أمثالها:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر" (متفق عليه)
(3) من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدًّهر:
فعن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلــَّم قال : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدًّهر. (مسلم)
قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..)
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
(5,4) من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال لم يطعمه الدهر ويذهب منه وحرُ الصدر:
فعن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: رجل يصوم الدهر؟ فقال: وددت أنه لم يطعم الدهر
قالوا : فثلثيه؟ قال: أكثر . قالوا: فنصفه؟ قال: أكثر , ثم قال: ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر ؟ قال : صوم ثلاثة أيام من كل شهر . (صحيح الترغيب:1036)
لأن من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كمن صام الدهر ومن صام الدهر لم يطعمه الدهر وذهب منه وحر الصدر.
(6) صومُ السِّت من شوال يُبارك فى سحوره, وليست هذه كل أجوره:
فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تسحروا فإن فى السحور بركة"(متفق عليه)
(7) سحورُ المسلم لصوم السِّت من شوال مخالفةٌ لأهل الكتاب الأشقياء:
فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السحر"(مسلم)
(8) سحورُ المسلم لصوم السِّت من شوال سببٌ فى رحمة الكبير المتعال:
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ""(الصحيحة: 2409,1654)
قال البخارىُ فى صحيحه عن أبى العالية: الصلاةُ من الله عز وجل ثناؤه على عبده فى الملأ الأعلى, وقيل : الرحمة, وقيل: رحمةٌ مقرونةٌ بتعظيم)
(9) تعجيلُ الفطر فى السِّت من شوال من علامات الخيرية, فهل يزهد فى هذا الأجر أحدٌ من البرية؟!
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطر"(متفق عليه)
(10) تعجيلُ الفطر فى السِّت من شوال لا يزال صاحبُه على سُنَّة سيد الرجال:
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال أمتى على سُنَّتى ما لم تنتظر بفطرها النجوم"(صحيح الترغيب:1066)
(12,11) تعجيلُ الفطر فى السِّت من شوال من علامات إظهار الدين ومخالفةِ المغضوب عليهم والضالين:
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدينُ ظاهراً ما عجَّل الناسُ الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون"( صحيح الترغيب:1067)
(13) دعاءُ الصائم أيام السِّت من شوال لا يُردُّ بإذن الكبير المتعال:
فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثُ دعوات لا تُردُّ: دعوة الوالد. ودعوة الصائم, ودعوة المسافر"(الصحيحة: 1797)
(15,14) صيامُ أيام السِّت من شوال (وغيره من النوافل) من سمات أهل الصيام الأتقياء, كما قال إله الأرض والسماء:
" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدَّ اللهُ لهم مغفرةً وأجراً عظيماً"(الأحزاب:35)
(16) صيام أيام السِّت من شوال جُنَّة , فهل تعى ذلك الأمة؟
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:قال الله عز وجل :" كلُ عمل ابن آدم له إلا الصيام, فإنه لى, وأنا أجزى به, والصيام جُنَّة,....الحديث"(متفق عليه)
(17) خلوفُ فم الصائم (أيام السِّت من شوال) أطيب من ريح المسك عند الله , وتذكَّر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم , في ما يرويه عن ربه ومولاه:"....والذى نفسُ محمدٍ بيده لَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك,..."(متفق عليه)
(19,18) للصائم (أيام السِّت من شوال) فرحتان, كما قال نبينا العدنان صلى الله عليه وسلم : "....للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره, وإذا لقى ربه فرح بصومه" (متفق عليه)
(20) صومُ السِّت من شوال يشفع لصاحبه يوم الدين, كما قال نبيُّنا الأمين صلى الله عليه وسلم :"الصيامُ والقرآنُ يشفعان للعبد يوم القيامة, يقول الصيامُ: أى رب منعتُه الطعام والشهوة فشفعنى فيه, ويقول القرآنُ: منعتُه النوم بالليل فشفعنى فيه, قال: فيشفعان"(صحيح الترغيب)
(21) صائمُ السِّت من شوال –إن كانت أياماً حارة- سقاه ربُّه العلى يوم العطش, وحسّن الحديثَ الشيخُ الألبانىُ, وفيه:"إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له فى يوم صائف سقاه اللهُ يوم العطش"(صحيح الترغيب)
(22) صائمُ السِّت من شوال يُباعِدُ اللهُ وجهه أربعمائة وعشرين خريفاًُ عن النار, كما صح عن نبينا المختار صلى الله عليه وسلم :"ما مَنْ عبدٍ يصومُ يوماً فى سبيل الله إلا باعد اللهُ بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً"(متفق عليه)
فبكل يوم يصومه يُباعد وجهه عن النار سبعين خريفا فلو صام ستة أيام لبُوعد وجهه عن النار أربعمائة وعشرين خريفاً
(23) صائمُ السِّت من شوال تُباعد منه جهنم مسيرة ستمائة عام, كما قال عليه الصلاة والسلام:" مَنْ صام يوماً فى سبيل الله باعد اللهُ منه جهنم مسيرة مائة عام"(الصحيحة:2565)
فبكل يوم يصومه يُباعد عن النار مائة سنة فلو صام ستة أيام لبُوعد عن النار ستمائة عام.
(24) صائمُ السِّت من شوال يجعلُ اللهُ بينه وبين النار خندقاً كما بين الأرض والسماء, كما قال خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم :"مَنْ صام يوماً فى سبيل الله جعل اللهُ بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض"(الصحيحة:563)
(25) من صام السِّت من شوال دخل الجنة بإذن الكبير المتعال:
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "...ومن كان من أهل الصيام دُعى من باب الريان"(متفق عليه)
(26) مَنْ خُتم له بصوم يوم من أيام الست من شوال دخل الجنة, كما قال سيدُ الأمة: "...ومَنْ صام يوماً ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة...الحديث"(صحيح الترغيب:976)
*****
فتاوى العلماء الأعلام فى مسائل السِّتِ من شوال
حكم صيام الست من شوال
السؤال
هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية؟
الجواب
نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، كما جاء في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي (8/56)، يعني: صيام سنة كاملة.
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان ثم أتبعه..." والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام.[1]
متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال
السؤال:
متى يُمكن أن أبدا بصيام الستّ من شوال حيث أنه يوجد لدينا إجازة سنوية الآن ؟.
الجواب:
يُمكن الشروع بصيام الستّ من شوال ابتداء من ثاني أيام شوال لأنّ يوم العيد يحرم صيامه ويُمكن أن تصوم الستّ في أيّ أيام شوال شئت وخير البرّ عاجله
وقد جاء إلى اللجنة الدائمة السؤال التالي :
هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟
فأجابت بما يلي :
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع ، وليست فريضة بل هي سنة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . [2]
فضل صيام الستّ من شوال
السؤال:
السؤال :ما حكم صيام الستّ من شوال ، وهل هي واجبة ؟.
الجواب:
صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجب ، ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال ، و في ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر . " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة " النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب 1/421 ورواه ابن خزيمة بلفظ : " صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة " .
وقد صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية : بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا ، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها .
ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " رواه أبو داود . والله أعلم . [3]
شهر شوال كله محل لصيام الست
السؤال
هل يجوز للإنسان أن يختار صيام ستة أيام في شهر شوال ، أم أن صيام هذه الأيام لها وقت معلوم ؟ وهل إذا صامها تكون فرضاً عليه ؟
الجواب
ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر " خرجه الإمام مسلم في الصحيح ، وهذه الأيام ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر ، فإذا شاء صامها في أوله ، أو في أثنائه، أو في آخره ، وإن شاء فرقها ، وإن شاء تابعها ، فالأمر واسع بحمد الله ، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل ؛ لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير ، ولا تكون بذلك فرضاً عليه ، بل يجوز له تركها في أي سنة ، لكن الاستمرار على صومها هو الأفضل والأكمل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل " والله الموفق .[4]
موالاة صيام الست
السؤال
هل صيام الأيام الستة يلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام؟ على أن تصام متتالية في شهر شوال؟
الجواب
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. [5]
المشروع تقديم القضاء على صوم الست
السؤال
هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان ؟
الجواب
قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر " خرجه مسلم في صحيحه . ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان ؛ ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع ، والفرض أولى بالاهتمام والعناية . وبالله التوفيق .[6]
حكم صيام ست من شوال قبل قضاء رمضان
السؤال:
إذا أرادت المرأة أن تصوم الستة من شوال وعليها عدة أيام قضاء من رمضان فهل تصوم أولا القضاء أم لا بأس بأن تصوم الستة من شوال ثم تقضي ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف العلماء في جواز صيام التطوع قبل الفراغ من قضاء رمضان على قولين في الجملة:
الأول: جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، وهو قول الجمهور إما مطلقاً أو مع الكراهة. فقال الحنفية بجواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان؛ لكون القضاء لا يجب على الفور بل وجوبه موسع وهو رواية عن أحمد.
أما المالكية والشافعية فقالوا: بالجواز مع الكراهة, لما يترتب على الاشتغال بالتطوع عن القضاء من تأخير الواجب.
الثاني: تحريم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان, وهو المذهب عند الحنابلة.
والصحيح من هذين القولين هو القول بالجواز؛ لأن وقت القضاء موسع، والقول بعدم الجواز وعدم الصحة يحتاج إلى دليل، وليس هناك ما يعتمد عليه في ذلك.
أما ما يتعلق بصوم ست من شوال قبل الفراغ من قضاء ما عليه من رمضان ففيه لأهل العلم قولان:
الأول: أن فضيلة صيام الست من شوال لا تحصل إلا لمن قضى ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر. واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري: من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر. وإنما يتحقق وصف صيام رمضان لمن أكمل العدة. قال الهيتمي في تحفة المحتاج (3/457): ((لأنها مع صيام رمضان أي: جميعه، وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر)). وقال ابن مفلح في كتابه الفروع (3/108): (( يتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر, ولعله مراد الأصحاب, وما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد, والله أعلم)). وبهذا قال جماعة من العلماء المعاصرين كشيخنا عبد العزيز بن باز وشيخنا محمد العثيمين رحمهما الله.
الثاني: أن فضيلة صيام الست من شوال تحصل لمن صامها قبل قضاء ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر؛ لأن من أفطر أياماً من رمضان لعذر يصدق عليه أنه صام رمضان فإذا صام الست من شوال قبل القضاء حصل ما رتبه النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر على إتباع صيام رمضان ستاً من شوال. وقد نقل البجيرمي في حاشيته على الخطيب بعد ذكر القول بأن الثواب لا يحصل لمن قدم الست على القضاء محتجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتبعه ستاً من شوال (2/352) عن بعض أهل العلم الجواب التالي: ((قد يقال التبعية تشمل التقديرية لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديراً, أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها ا هـ. فيسن صومها وإن أفطر رمضان)). وقال في المبدع (3/52): ((لكن ذكر في الفروع أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطر لعذر ولعله مراد الأصحاب، وفيه شيء)).
والذي يظهر لي أن ما قاله أصحاب القول الثاني أقرب إلى الصواب؛ لا سيما وأن المعنى الذي تدرك به الفضيلة ليس موقوفاً على الفراغ من القضاء قبل الست فإن مقابلة صيام شهر رمضان لصيام عشرة أشهر حاصل بإكمال الفرض أداء وقضاء وقد وسع الله في القضاء فقال:﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ (البقرة: 185)، أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص هذا الشهر تفوت بفواته. ومع هذا فإن البداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أولى من الاشتغال بالتطوع. لكن من صام الست ثم صام القضاء بعد ذلك فإنه تحصل له الفضيلة إذ لا دليل على انتفائها، والله أعلم.
*****
الأحاديث الضعيفة المشهورة على ألسنة النساء والرجال فى شهر شوال
1) حديث : (( من صام رمضان ، وشوالا ، والأربعاء ، والخميس ، والجمعة ؛ دخل الجنة )) [7]
2) حديث : (( من صام رمضان، وأتبعه ستا من شوال؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ))[8]
3) حديث : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال، وجمعها إليه في شوال ))[9]
4) حديث : (( من صام رمضان، و ستا من شوال، و الأربعاء و الخميس، دخل الجنة ))[10]
5) حديث : (( أن أسامة بن زيد كان يصوم أشهر الحرم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم صم شوالا فترك أشهر الحرم ثم لم يزل يصوم شوالا حتى مات ))[11]
6) حديث : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر إلا ثلاثاً، إحداهن في شوال، واثنتين في ذي القعدة ))[12]
7) حديث : (( يكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجة يلتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا! إن صفوة الله تعالى من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا ... )) [13]
8) حديث : (( الحج أشهر معلومات قال : شوال وذو القعدة وذو الحجة ))[14]
9) حديث : (( يا حميراء لا تقولي رمضان فإنه إسم من أسماء اللّه تعالى ولكن قولي شهر رمضان فإن رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها قالت عائشة فقلت يا رسول اللّه شوال فقال شوال شالت لهم ذنوبهم فذهبت )) [15]
*****
* وأخيراً: إن أردت أن تحظى بمضاعفة هذه الأجور والحسنات, فتذكَّر قول سيد البريات:"مَْن فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شىءٌ"(صحيح الترمذى:647)
لذا..فإنى أدعو الله جلّ فى علاه أن يغفر لكل مَنْ دعى بهذه الفضائل واتَّقاه, سواءً بكلمةٍ أو موعظةٍ أو خُطبةٍ ابتغى بها وجه الله, كذا مَنْ علَّقَ هذه الرسالة على بيتٍ من بيوت الله, ومَنْ طبعها رجاء ثوابها, ووزّعها على عباد الله, ومن بثَّها عبر القنوات الفضائية, والشبكة العنكبوتية (الانترنت), لتنتفع بها الأمة الإسلامية, ويكفيه وعدُ سيد البرية:"مَنْ دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله"(مسلم)
*****
---------------------------------
[1] [فتاوى ابن عثيمين –رحمه الله- كتاب الدعوة (1/52-53)].
[2] فتاوى اللجنة الدائمة 10/391 . (www.islam-qa.com)
[3] الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)
[4] [ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 390]
[5] [اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/391)].
[6] [ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 392]
[7] أنظر : كتاب الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم 8778 ، و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 5147 ، و كتاب الفيض القدير للمناوي 8778 ، و كتاب سلسلة الضعيفة للألباني حديث رقم 4612
[8] أنظر : كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2 / 184 ، و كتاب نصب الراية للزيلعي حديث رقم 18 ، و كتاب فيض القدير للمناوي حديث رقم 8778 ، و كتاب السلسلة الضعيفة للألباني حديث رقم 5 190
[9] أنظر : كتاب تهذيب الكمال للمزي 18 / 297 ، و كتاب الإصابة لأبن حجر 5 / 29 ، وكتاب مصباح الزجاجة للكناني 2 / 119 ، و كتاب ضعيف سنن ابن ماجه للألباني حديث رقم 432
[10] أنظر : كتاب الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم 8778 ، و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 5650
[11] أنظر : كتاب مصباح الزجاجة للكناني 2 / 78 ، و كتاب ضعيف ابن ماجه للألباني حديث رقم 381
[12] أنظر : كتاب التمهيد لأبن عبد البر 22 / 289 ، و كتاب تهذيب سنن أبي داود لأبن القيم حديث رقم 1994 ، و كتاب عون المعبود للآبادي حديث رقم 1995 ،
[13] أنظر : كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 4 / 428 ، و كتاب الضعفاء للعقيلي 3 / 52 ، و كتاب المستدرك للحاكم حديث رقم 288 ، و مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 12373 ، و كتاب المنار المنيف 1 / 110 ، و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 569 ، و كتاب اللآلئ المصنوعة للسيوطي
[14] أنظر : كتاب تفسير ابن كثير 1 / 237 ، و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3 / 218 ، و كتاب المراسيل لأبي داود حديث رقم 1584 ، و كتاب نصب الراية للزيلعي 3 / 122 ،
[15] أنظر : كتاب اللآلئ المصنوعة للسيوطي 2 / 83
0 التعليقات: