تجارب الصوم الطبي
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
سمعت مقطع للشيخ الالباني - بصوته
يحكي عن تجربة عملها في دمشق
والتجربة باختصار شديد عبارة عن ( الصيام الطبي ) وهو الصيام اربعين (40) يوماً علي الماء فقط
اي لا يدخل شيئ في الجوف الا الماء الصافي فقط….
طيب
سانقل لكم كلام الشيخ الالباني بالظبط
واعذروني هناك بعض الكلمات لم اسمعها جيدا
وضعت بدلا منها بعض النقاط …….
وارفق لكم المقطع الصوتي اسمعوه بنفسكم…..
بعد ما تقرأون القصة
او بامكانك سماع المقطع وانتم تقرأون الكلام ليسهل عليكم فهم المقطع جيدا
إقتباس بصوت الشيخ / محمد ناصر الدين الالباني - المحدث العلامة
لي تجربة وقعت هناك في دمشق
هذا علاج الصيام الطبي
صيام اربعين يوما علي الماء فقط
هذا طبعا لا يؤمن الطب المعاصر اليوم لهذا العلاج كنظام طبي
اكثرهم لا يؤمنون به وبعضم آمنوا به
التجربة وقعت لاحد معارفنا هناك في دمشق والذي كان له فضل التبرع بمقر القاء دروسي هناك
هذا بني بنيانا فجعل الطابق الارضي وقفا مؤقتا لالقاء دروسي في هذا المكان ولم يرفع البنيان الا الاعمدة فقط
هذا رجل اصيب بنحو ما ……………….
بعد تجربتي التي أحدثتها في دمشق بل في سورية بناء علي قراءتي لكتاب التطبيب الصومي لاحد النمساويين
الفه طبعا باللغة الاجنبية ثم ترجمها الي اللغة العربية…
لما قرأت هذا الكتاب اقتنعت بتجاربه التي حطها وكنت لا اشكوا شيئا كبيرا
كنت اشكوا من وضع غير طبيعي هنا في صدري ثم في بطني
لي طبيب كما يقال اليوم طبيب العائلة خارج دمشق في قرية دومة
تبعد عن دمشق نحو 15 كيلو متر فكنت اتردد عليه
عندي دراجة نارية يومئذ ,, قبل ان استعمل السيارة , كنت اركب واروح يعالجني ,
فيعطيني كما تعلم روشتة اطبقها اسبوع واراجعه يقولي في معاك هنا مراكز للقلب
اسمع صوت غير طبيعي ,… لما استعمل العلاج …. يجدد الروشتة
مرة ثانية كما تعلم من اكثر الموتي اكل وامل خاصة انه بعيد عن البلد
………..لما قرات الكتاب اقتنعت ان هذا العلاج يعالج الكثير من الامراض التي استعصت علي الاطباء ويذكر حالات عديدة
صمت , وفي عندي الحمد لله كما قال تعالى : فإذا عزمت فتوكل على الله.
خلاص بدي اصوم اربعين يوما ,, لا يدخل جوفي اطلاقا حسب وصف الكتاب الا الماء الصافي ومع ذلك كنت نشيطا
وكان من عادتي كل شهر اسافر من دمشق طبعا بالسيارات الكبيرة الي حلب والي …. وبينهما…. في سبيل الدعوة الحمد لله
وما غيرت عادتي
يمكن في اليوم 23 او 22 سافرت علي الباص من دمشق الي حمص
هناك رجل بينزل ويركب الزاين حتي يوصل الي حلب ,,
انزل بعض الركاب وقال بعد نصف ساعة تقريبا نتابع الطريق فلا يتاخر احد
نزلت من الباص سبحان الله لاول مرة اُمتحن , بعد الامساك عن كل ملزات الطعام والشراب , حوالي طوال…
كان الفلافل والكبدة ونحو ذلك , يعني فوجئت بدخول الرائحة في انفي , اكاد انفجر , الله اكبر
لما كنت بالدار كانت حياتي طبيعية جدا , عالجت نفسي بالمراوحة ذهابا وايابا , بس اشبع بالروايح , قضيت نصف ساعة تري عجيبة جدا في مجاهدة النفس ومشينا والقيت محاضراتي ودروسي هناك في حلب ثم يمنت…. هناك وجهة شباب مثقف جدا يدرسون في الجامعة السورية في دمشق
منهم من كانوا يدرسون الطب , شافوني متغير , ولا كتغير ابا يحيي , كل يوم كنت انزل من وزني نصف كيلو
في عشرين يوم نزلت نحو 10 كيلوا او اكثر ,….خير ان شاء الله , ذكرت لهم ما انا في صبوتي من التطبب بالجوع وهذا هو التعبير الصحيح
ليس بالصيام لان متي شئت ان اشرب اشرب , وانني مصمم ومستمر انفذ الروشتة الطبية في هذا الكتاب 40 يوما
قالوا اياك , خير..
قالوا اطبائنا بيقولوا لا يمكن للانسان ان يصبر عن الطعام والشراب اكثر من ثلاثين يوما , المهم انا شايف ان طاقتي طبيعية جدا وما تغير مني شيئ
وانا ماضي ان شاء الله ,……..ما باليت بهم لاني مقلب الكتاب وعامل تجارب بالعشرات ان لم نقل بالمئات وما انا شاعر بشيئ
كما يقولون … كملت المشوار اربعين يوما ما دخل جوفي الا الماء الصافي
الشاهد…. في الواحد والارعين جئت الي طبيب العائلة , ركبت الدراجة النارية…..
اربعين يوم يعني نازل عشرين كيلو , يعني نازل عشرين كيلو , ااتي متغير
قال خير ان شاء الله , قلت اتفضل افحص
لاول مرة بيقول كل الاماكن مرابط القلب ما فيه شيئ اطلاقا , التلبكات التي كنت اشكوا منها قالي احسن بكثير , بس باقي بقايا
وفعلا انا كنت اشعر ببعض الاشياء ….
اربعين يوم ما دخل جوفي طعام ولا شراب الا قطرات الماء لاننا كلنا نعلم بالتجربة ان الانسان كلما ازداد طعاما ازداد شرابا
والعكس بالعكس تماما ما بياكل ما فيه حاجة الي الشرب من الماء ولذلك كان شرابي من الماء قليل جدا
ومع ذلك لما اخرج كان يطلع هناك فضلات ,, مؤلف الكتاب يخش في الموضوع ويعلله ان الكثير من الامراض التي يصاب بها الناس سببها تراكم فضلات الطعام علي جدران الامعاء والمعدة , ونحو ذلك فحينما يجوع نفسه ويقتصر علي الماء , تصير الجندران ايش , نضيفة
فبترجع الامعاء طبيعية جدا , ولما يرجع للطعام يصير الطعام في وجه الغذاء النافع ويتركب منه الدم وياخد مجراه الطبيعي…
وانا كنت اشوف فضلات ,, كلما تاخر الزمن كلما قلت , فاتسائل منين هذة الفضلات يا جماعة , والجواب في الكتاب , الرواسب التي ترسبت مع الايام , عم تتحلل وتخرج , هذا هو سبب كون هذا التجويع علاج ناجع ونافع
المهم بعد شهرين اظن او ثلاثة , ايضا التلبكات ما عدت اشعر بيها اطلاقا
الشاهد بقي ياتي
كلما واحد شكالي قبلي اقوله يا اخي جرب حالك في الصيام ,, صاحب الدار التي كنا نلقي فيها الدرس
يصرع كما ذكرت لكم , جالس بين اهله , يجيله النوبة هذة ويكسر كل شييئ في….
يا ابو سليمان , جربت كل شيئ , شو بيمنعك تجرب حالك تجوع حالك , قال والله ما عندي مانع
صار ست ايام ما قدر يصبر , صام الالباني كمل اربعين يوما
لكن الي شجعه انه وجد فيه فايدة , صام ست ايام , اعاد الكرة , كل مرة يتشجع ويصوم اكتر واكتر
اخر صوم صامه اظن نحو ثلاثين او 32 يوم………
……………
………………….
……………………..
اعتذر لكم حاولت جاهدا نقل كل الكلمات ولكن هناك بعض الكلمات لما استطع سماعها جيدا وضعت بدل منها بعض النقاط….
عموما هذة القصة منقولة بصوت الالباني
siamtibi الالباني تجربة صيام طبيصيام_طبي صوم طبي صوم_طبي
تجربة نضال الغطيس : الصيام بالماء فقط (15 يوم بدون طعام)..
جربتي: بالصيام بالماء فقط (15 يوم بدون طعام)..
رغبت أن أشارككم تجربة شخصية خضتها لمدة 15 يوماً، أسجل فيها بعض ملاحظاتي، حول الصيام المتواصل (غير المنقطع)، والإكتفاء بالماء فيما يدخل إلى الجسم. وهو ما يعرف بالإنجليزية ب Water fasting
وارغب التنبيه لمن لا يعرفني، بأني لست طبيباً ولكني أنقل مشاهدات شخصية.
من مُنطلق (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، ولتعميم الفائدة، فإني اسجل هذه التجربة، باختصار شديد، لأن الناس لا تعرف أهميتها. ولن اتكلم عن التأصيل الشرعي، هذا أتركه لمناسبة اخرى ربما..
الصيام بشكل عام معروف بين كل الديانات والشعوب، وتختلف صوره، من مثل صيام المسلمين من الفجر إلى الليل، ومن الصيام عن أنواع من الأطعمة، أو الصيام بالعصائر الطبيعية، وما سوف أتكلم عنه يسمى الصيام بالماء، وهو معروف لدى المسيحية واليهودية، ويعتبرونه الصيام الذي صامه موسى، وحتى عيسى عليه السلام ، وهو الصيام المتواصل دون تناول أي طعام لمدة اربعين يوماً. وهذا الصيام هو أقوى هذه الانواع وأكثرها فاعلية، وبعض المتدينين منهم يصومونه حتى الآن، وحتى ان بوذا كان يأخذ نفسه بمجاهدات للنفس، من مثل هذا النوع، وكذلك يفعله بعض المتصوفة، ولقد فعله الشيخ الألباني.
أهم احتجاج يطرأ على بال من لا يعرف هذا الصيام، بأنه مضر بالصحة، وقد يؤدي إلى المجاعة، ويعتقد أن الجسم لا يستغني عن الاملاح والمعادن، أو أن الإنسان من الممكن ان يموت لو صام أيام طويلة عن الأكل، ولكن بناء على المشاهدة، فإن الامر مختلف تماماً لما هو شائع (فكثيراً مما هو شائع عادة ما يكون خطأ ، لان الناس تجنح إلى التقليد، والتسليم والقبول دون مدارسة وبحث).
الصيام بالماء هو في الحقيقة عظيم الفائدة، ولا يصدقها إلا من خاض غمار هذه التجربة. وتزداد الفائدة وتتعاظم كلما طال الصيام، فعادة يصوم الناس 14 يوماً أو 21 أو 30 ، والبعض يصوم الصيام الديني ب 40 يوماً. أنا شخصياً صمت 15 يوما.
الجسم خلال الصيام يأخذ فترة نقاهة من المجهود الذي يبذله في هضم الطعام الذي نتناوله يوميا، حيث أن 80% من طاقة الجسم تتوجه إلى هضم الطعام وتصريفية، فتخيل أن هذه النسبة الكبيرة من الطاقة تصبح (مُجَّهة) لأمور أخرى، فيبدأ الجسم باستغلال الطاقته في ترتيب (شؤون البيت الداخلي)، فيعمل على تنظيف وتصليح لكل الامور العالقة التي لم يكن (متفرغا) لأن يعملها وهو مشغول وبشكل مستمر في السابق (خصوصا مع حجم كميات الطعام التي نأكلها سواء صحية ام غير صحية). فالسموم الكثيرة المتجمعة، تسبب مع الوقت اضرار بالغة (وسراطانات)، ونقص في طاقة الجسم، فالجسم في الصيام يقوم بما يعرف باسم التخلص من السموم Detoxification ، وسوف تُصدم بكم هو (حكيم وعاقل ومُنسجم مع نفسه!) هذا الجسم الذي وهبنا إياه الله سبحانه.
الصيام الطويل عملية ضرورية –في ظني- من وقت إلى آخر، فالجسم يقوم بالرجوع إلى (الملفات القديمة) ويحل إشكالياتها، فمثلا إذا كانت هناك جروح أو كسور أو آلام في الرقبة او الظهر، أو ضعف في البصر أو خلل في وظائف بعض الأجهزة والأعضاء، فإنه يوجه طاقته لها، وفقاً لبرنامج من (الاولويات) يقدرها الجسم بنفسه. فتحدث عملية (تصليح) كاملة للجسم، ويكون عمقها بقدر طول أيام الصيام، فالجسم يجدد نفسه تلقائياً.
ما هي المراحل التي يمر بها الجسم في الصيام؟
-بعد الإنقطاع عن الطعام في الأيام الثلاثة الأولى، يقوم باستهلاك السكريات المخزنة في العضلات والانسجة، فتظهر علامات الصيام المعروفة التي نعرفها، من صداع أو إرهاق، أو عدم قدرة على التركيز، وجفاف للحلق… وهي أعراض الصيام المعهودة.
- بعد اليوم الرابع، ينفذ مخزون السكريات، فيتحول الجسم إلى حرق الدهون المخزنة، وهذه الدهون من أفضل أنواع الطاقة، فيحس الصائم بأن أعراض الجوع قد بدأت تختفي أو حتى اختفت، وكذلك بقية الأعراض الجانبية المصاحبة ، تقل بشكل كبير، ويبدأ الإحساس بنوع من النشاط، وازدياد القدرة على التركيز. مع بقاء الإحساس ب (شهوة الطعام)، فالشهوة مختلفة عن الجوع الحقيقي. ويجب عدم التفكير وتخيل الطعام، فتلقائياً يبدا العقل (بالرضى بالنصيب) ويقنع، بأنه لا مجال للأكل!
-بعد اليوم الخامس تبدأ حالة الإستقرار في استهلاك الطاقة، مع وجود بعض الإرهاق أحياناً خلال اليوم، وهذا يعتمد على طبيعة نوعية حياة الشخص، وكمية السموم الموجودة في جسمه، فإذا كان يعيش على الشوكلاته والمشروبات الغازية والكافيين، ومكدونلدز…، فإن كل هذه السموم تكون مخزنة، وتبدأ عملية التنظيف تأخذ مجراها. فاللسان يكون شديد البياض مع وجود طبقة بشكل الفراء عليه، وكذلك التبرز (أكرمك الله) يكون له مواصفات مختلفة.. ولكن مع الوقت تتخفي رائحة الجسم…
-تستمر عملية التنظيف، وعدم الاحساس بالجوع، إلى أن تستهلك الدهون، ويبدأ الجسم بأخذ الطاقة من استهلاك العضلات، وفي بداية هذه المرحلة يرجع الإحساس بالجوع، وهذه قد تأتي بعد مرور 40 يوم أو 50 أو حتى أكثر، يعتمد هذا هلى جسم الإنسان. وحينها يجب إنهاء الصيام والعودة للطعام… بشكل تدريجي.
أهم فوائد هذه التجرية
-أهم فائدة على الإطلاق في رأيي، هي شعور العودة إلى الذات، والإحساس بالنفس، والمراقبة الذاتية، وتلمُس معاني قد تكون غائبة تماما عنا عندما نكون مستغرقين بمتع الحياة والتي من أهمها الطعام. هو باختصار الإحساس بمعنى التقوى الحقيقي. الإحساس بالقيم الجميلة والعليا في الحياة. هذا الشعور أخبر به كل من خاض التجربة، حتى لو كان الصيام قصيراً (7 أيام مثلاً).
-يكاد يكون هناك إجماع في كل ما اطلعت عليه، بأن هذا النوع من الصيام هو العلاج الناجع لبعض الأمور الدائمة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري (من النوع الأول)، الأكزيما والحساسية، والبواسير، إلتهاب المفاصل..، فكل من جرب حدثت معه فروق صحية هائلة بعد التجرية.
- نقص كبير للوزن، فإذا كنت سميناً، فمالك إلا الصيام، فالجسم في خلال 40 يوم ينقص منه ما لا يقل عن 25 كيلوجرام (وهذا مُجرَّب)، يستعيد جزء منها بعد العودة للطعام (تقريباً من 4 إلى 5 كيلو)، ولكن متوسط الخسارة يزيد عن 20 كيلو. أنا خسرت تقريباً 10 كيلوغرام في 15 يوماً.
-تحسن الجلد، وإشراقة الوجه، وحدة البصر، ورهافة السمع والشم، تصبح أفضل بكثير.
-بصيامي المتواضع لمدة 15 يوم، أحسست أني صغرت على الأقل بضع أعوام. وعندما تشاهد صور من صام لفترات اطول تحس بأنهم بشر مختلفين بالرغم من أعمارعم المتقدمة.
-سوف تستغرب من مستوى الطاقة في الجسم، وسوف تلاحظ حجم الأعمال (فكرياً أو حركياً) التي تنجزها خلال الصيام، مع الانتباه لضرورة عدم القيام بأي مجهود رياضي.
-سوف تستغرب من التحسن النفسي (خصوصاً إذا كنت تعاني من أعراض اكتئابية أو حزن)، والشعور بالإنجاز، والقدرة على التحمل، واحترام الذات، والرضى النفسي… كله ترتفع.
-بعد التجرية يصبح للطعام في حياتك شأناً آخر، فبعد أن تصوم لفترة طويلة، تصبح رشفة الشوربة أو كأس العصير، من متع الجنة، تحس بشعور من الإنبساط أو السعادة لا يكاد يوصف، كما هو إحساسك بلقاء حبيب غاب لسنين وظهر معانقاً لك على حين غرة! نحن لا نستمتع بالطعام، لا نعرف قيمته، وأصبحنا نأكل من باب تأدية الواجب والطقوس. مأجمل نعمة الطعام بمذاقات مختلفة، فعلاقتك تتحسن مع أنواع الأطعمة.
أكاد أجزم بأن هذا النوع من الصيام لو داوم عليه الإنسان وبشكل دوري كل سنة مره على الأقل.. لما احتاج أن يزور طبيب! وهي تجربة تستحق التأمل والتجريب.
باختصار شديد هذا الصيام ( يجعلك إنساناً مختلفاً).
-يجب على من ينوي الصيام أن يتذكر بداية أن هذا الامر (من) نفسه و ( لي) نفسه، فهي علاقة شخصية بينك وبين جسمك وروحك ونفسك، أنت قررت وأنت من سوف يجني الفوائد. فلذلك يجب أن تنظر إلى الجانب المشرق المفيد من التجربة، وتركز عليه، ولقد ذكرت بعض الفوائد في المنشور السابق، فمن الضروري أن تكون إيجابياً، خصوصاً في الأيام الأربع الاولى، إلى أن يتحول الجسم إلى إستهلاك الدهون، ويبدأ إختفاء الإحساس بالجوع.
- هذه التجربة هي تجربة نفسية بالأساس، وهي محاولة للتحكم بالنزعات والنزوات والشهوات، أما الجسم فلا تقلق عليه، لأنه قادر على الصيام لفترات طويلة (إذا كنت إنسان طبيعي ولا يوجد لديك أمراض مستعصية مثل السرطان أو القلب…)، ولنا في من يُضرب عن الطعام في السجون عبرة، وإن كان بعضهم يتناول بعض الأملاح. فمثلا العيساوي صام أكثر من 200 يوم! ودائما سوف يعطيك جسمك الإشارات الصحيحة، فبعد الصيام الطويل والامتناع تماماً عن الطعام، بعد أن يختفي الجوع، يرجع بقوة، من خلال إحساس بالجوع شديد في الحلق، حيث يكون الجسم بدأ في استهلاك العضلات ليحصل على الطاقة، وهذا يستغرق فترة طويلة تزيد كثيراً على الصيام المقترح ب 40 يوماً. فلذلك تذكر دائماً أن الموضوع نفسي. وكله متعلق بالإرادة.
- حاول قبل الصيام الإطلاع على ما هو مكتوب وبعض المحاضرات على اليوتيوب، للأسف تقريبا كل ما هو منشور بغير العربية.
- تجربة الصيام تجربة شخصية، يعتمد عليها ويتحكم فيها، كثير من الامور الفردية، عمرك (يجب أن يكون فوق 21 سنة)، نوعية طعامك، ظروف ونوعية حياتك، نسبة تعرضك للسموم، لأن الأعراض التي سوف تلاحظها قد تكون مختلفة عن الاعراض لشخص آخر، فعملية التخلص من السموم التي يقوم بها الجسم، تعتمد على السموم الموجودة، بعض الناس يكون لديه صداع متقطع، بعضهم قد يأتي طفح جلدي في بعض مناطق من الجسم، آخرين يصابون بآلام في بعض المفاصل أو الصدر أو أسفل الظهر أو المعدة، بعضهم تكون رائحة جسمه خصوصا في الأيام الاولى من الصيام غير مقبولة…. كل هذا له علاقة بالتخلص من السموم. فلذلك راقب نفسك.
-من الجيد أن يكون لديك مذكرة تكتب فيها بعض الملاحظات عن التجرية بشكل يومي، تسجل فيها المتغيرات، كنقصان الوزن، وحتى شعورك خلال أيام الصيام، فهي سوف تفيدك لاحقاً عندما تصوم مرة اخرى..وتفيد الآخرين.
-حاول قبل البدأ بالصيام أن تبتعد عن المواد المُعلبة، وعن الخبز (خصوصا الابيض) وعن السكر والشاي والشكولاته والمشروبات الغازية… لأن الآثار الإنسحابية (مثل الصداع، والشعور بالرغبة في تناول هذه الأشياء) تكون أكبر لو انك انقطعت عنها فجأة… فأعطي نفسك من 3 إلى 5 أيام أكل صحي، والأفضل غير مطبوخ.
- خلال الصيام أكثر من شرب الماء، ما يُنصح به هو 3 لترات يوميا، ولكني أجد هذه الكمية كبيرة، لأنه بعد فترة قد تكره الماء، وسيكون شربك لها على مضض، فلذلك أشرب فوق العادة أنا افضل أن أشرب 2 لتر، الماء ضروري جداً، لأنه يقوم بعملية غسيل وإخراج عن طريق البول للسموم، الكثيرون ينصحون بشرب الماء (المٌقطر)، والأخرين يشربون الماء من القناني المعدنية، أنا لم أجد مياه مقطرة، فكنت أشرب المياه المُعلبة. أهم شيء أن تتناول الماء باستمرار خلال اليوم.
-حاول في فترة الصيام أن تعطي نفسك فترة تفرغ من المشاغل، لا ترهق نفسك بأي عمل جسدي، ولا حتى فكري، حاول أن تسترخي، تتأمل، تصلي، تقرأ القرآن، تمشى… استجيب لجسمك، سوف يصبح احساسك بجسمك أفضل خلال التجربة… جسمك صديقك، فحاول أن تُحبه حتى يُحبك، للأسف نحن تربينا على ثقافة الآخرة، ومتعة الآخرة، وأن الدنيا زائلة، وأن الجسد مصيره التراب.. فكثير منا لا يستمتع بالحياة، ولا بنعمة الجسم!
-من أهم الأشياء التي يجب أن تتجنبها خلال الصيام، أن تكون قريباً من الطعام، ولا تفكر فيه، لانك بتفكيرك فيه سوف تضعف ارادتك، اعتبر الطعام مثل الفتاة الفاتنة (والخطاب هنا للذكور، وليعذورني الإناث)، أجل فتاة فاتنة تريد إغواءك، فأفضل شيء تبتعد عن الشر بدون ان تُغتني له، لأن غناءك له (الطعام) سوف يستدعيه.
-بعد الانتهاء من الصيام يجب أن تنهيه بشكل صحيح، إذا أوقفت الصيام فجأة، وعدت لأكل اللحوم أو الرز..سوف تضر نفسك، يجب أن تنهي الصيام (((بالتدرج)))، أول يومين بعد التوقف اشرب عصائر طبيعية بدون سكر، ثم فواكة، ثم الخضار، ثم الطعام العادي، لا تقفز على الطعام العادي، لأن المعدة سوف تسبب لك كثيراً من المشاكل، وتجنب البهارات والأشياء الحارقة مثل الخل والليمون، فترة الرجوع للطعام الطبيعي تعتمد على على طول فترة الصيام.
-حاول ان تستمر في الطعام الصحي بعد الصيام، وتغير نمط حياتك…وإلا سوف بسبب نظامك الخطء تكتسب الوزن مجددا.
هذه بعض مشاهدات من تجربة لطيفة ومفيده خضتها.. أحببت ان أشرككم بها.
شكراً على القراءة. أتمنى ان تكونوا استفدتم… وحياكم الله نضال
siamtibi تجربة صيام طبي صيام_طبيصوم طبي صوم_طبي
الصيام على الماء ودوره في تنقية الجسم
الصوم يعرف لغة بأنه ( الإمساك عن الطعام والشراب ) والمقصود بالصوم العلاجي يختلف عن الصوم التقليدي المعروف لغوياً ودينياً إذ يكتفي فيه الإمساك عن الطعام دون الشراب لتوفير واسطة النقل (الماء) الذي يسهل عملية تخليص أجسام المرضى من السموم والفضلات وطرحها خارج الجسم والحمية على بعض الأطعمة والأشربة لتوفير العناصر المعينة ببعث الحيوية والنشاط.
* غسيل وتنظيف أجسام المرضى من السموم والفضلات:
أما غسيل وتنظيف أجسام المرضى فتتم عن طريق عمليتين هامتين
هما :
1..خلال الصوم و بعد ثلاث أيام من بدء الصوم تبدأ أجسام المرضى
وبشكل غريزي وفطري بإحراق وهضم مكوناتها نفسها بنفسها مبتدئة بإحراق وهضم الفضلات والمواد السامة فالأنسجة والأجزاء المعطوبة والعليلة فالخلايا الهرمة و بحيث لا يبقى في الجسم مع استمرار الصوم سمى الخلايا الفتية .
2.. أيضاً وبعد ثلاثة أيام من بدء الصوم وخلاله يبدأ نشاط أعضاء وأجهزة إطراح الفضلات في أجسام المرضى بالتسارع, وتزداد طاقة تصريفها للفضلات.
ويتجلى هذا التسارع من خلال :
أ..فساد رائحة الفم الصائم نتيجة لزيادة مفرغات جسمه الغازية .
ب.. ظهور طبقة شبيهة بالعفن الأبيض على لسان الصائم .
ج.. ارتفاع كثافة الفضلات في البول .
د.. زيادة تصريف الأمعاء من الغائط وزيادة عدد مرات التغوط .
هـ.. زيادة التعرق مع شدة رائحته نتيجة لزيادة كثافته بالسموم التي يطرحها الجسم من خلاله .
و.. زيادة مفرزات الأنف من المخاط المحمل ببعض أنواع الفضلات .
ز.. ظهور البثور والدمامل على الجاد ( التي من خلالها يتم تصريف
الفضلات أيضاً ) .
فوائد الصوم الأخرى
1.. الراحة الفيزيولوجية لجهاز الهضم والأجهزة والأعضاء التي
تتعاون معه في عملية هضم وامتصاص الأغذية لاستئناف عملها بعد الصوم بهمة ونشاط جديدين .
2..تعويد غدد الجسم وباقي أجهزته وأعضائه على أداء أعمالها الفيزيولوجية والعصبية والفكرية والفيزيائية باتزان واستقرارأكثر.
3.. يوفر الصوم المتكرر للصائمين فرصاً ذهبية لإطالة عمر خلاياهم ولإطالة أعمارهم .
من أجل الحصول على الفائدة المرجوة من الصوم لابد من التقيد بالإرشادات التالية :
1.. عدم بدء عملية الصوم من قبل أي فرد مالم يكن مهيئاً نفسياً وواثقاً من فوائدها الوقائية والعلاجية .
2.. عدم البدء بالصوم مالم يمهد له بنظام غذائي خاص غني بالخضار والفواكه الطازجة واللبن الرائب ولمدة يومين أو ثلاثة .
3.. التمهيد للصوم أيضاً بحذف الوجبة المسائية وبتناول حقنة شرجية قبل النوم في اليوم الذي يسبق الصوم لتهيئة عملية طرح الفضلات من الجسم خلال فترة الصوم .
4..تنفيذ الصوم لفترة لاتزيد عن /6/ أسابيع في حالة الصوم بصورة مستمرة أو لفترات تتراوح بين 3-5 أيام بالتبادل مع فترات راحة
مساوية لها في الطول .
5.. مزاولة الأعمال المعتادة دون زيادة الجهد مع الخروج إلى الحدائق ذات الهواء النقي .
6.. إنهاء الصوم بشكل صحيح كبدايته ويتم ذلك عن طريق :
أ- الاستمرار بتناول ما كان يتناوله الصائم أثناء الصوم من سوائل مع إضافة قطعة من الفاكهة أو قليلاً من سلطة الخضار الطازجة .
ب- يضاف لوجبات اليوم الأول اللبن الرائب وقليل من الجبنةالبيضاء في اليوم الثاني .
ج-تزداد كمية اللبن الرائب والجبنة البيضاء في اليوم الثالث ويمكن إضافة بعض الحبوب المسلوقة كالقمح والعدس والحمص … وكذلك بعض الأطعمة المطبوخة مثل البطاطا المسلوقةأوالمشوية وشوربة الخضار.
د- يمكن استئناف الطعام وتناوله بحرية في اليوم الرابع ولكن عليه التقيد بالرواتب الغذائية المتوازنة التي تناسب سنه ونشاطه .
هـ- تجنب استنشاق الهواء الفاسد والابتعاد عن الحمامات الحارة والباردة جداً .
- ومن المهم معرفته أن ما يحدثه الصوم من تغيرات فيزيولوجية عديدة لدى الصائم نتيجة لتسريع الصوم لعملية طرد الجسم لما تراكم فيه من فضلات كظهور رائحة غير مقبولة للفم وتغطية اللسان بطبقة بيضاء والشعور بالصداع في الأيام الأولى من الصوم وحدوث طنين في الأذن وانخفاض ضغط الدم هذه التغيرات الفيزيولوجية هي أعراض طبيعية وليست أعراضاً سلبية أما الشعور بالجوع والضعف العام فهو شعور يظهر خلال الأيام الأولى من الصوم لكنه سرعان ما يتلاشى بعد اليوم الثالث .
siamtibi صوم_طبي صوم طبي صيام طبيصيام_طبي
الصوم الطبي يشفي محمد علي كلاي من مرض باركنسون
بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي
الصوم الطبي يشفي محمد علي كلاي من مرض باركنسون بعد أن عجز عنه أطباء العالم
كان محمد علي كلاي بطل الملاكمة العالمي يشكو من مرض باركنسون والتي أعراضه:
اضطراب عصبي وارتعاش في الشفتين واليدين وعدم القدرة على التحكم في عضلات الوجه
بحيث يرتسم انطباع واحد معين عليه طوال الوقت وبتقدم المريض في العمر أو ازدياد المرض تبدأ أجزاء الجسم الأخرى من الجسم في الارتعاش خاصة في مناطق العضلات التي لاتتحرك أو تقوم بأي مجهود منشط وتصبح الحركة عبئاً على المريض والمشي صعباً كما ينحني المريض في سيره إلى الأمام مما قد يكون تشوهاً في العمود الفقري واضطراباً في الكلام هذه الأعراض بالإضافة إلى عدم قدرة محمد علي على نقل إحدى رجليه بشكل طبيعي بسبب التشنج
وأشياء أخرى اكتشفت بالفحص السريري كارتفاع في ضغطه الشرياني الذي كان قبل العلاج 16/11 بالرغم من استخدام الأدوية المخفضة وكانت عنده وزمة في الساقين مع ارتفاع في حمض البول في الدم وحساسيةالعينين نحو الضوء ( الخوف من الضوء) مع اكتئاب في مظهر وجهه فكان كالحزين من تأثير الأدوية التي كان يستخدمها وهي تسعة أدوية خاصة جداً
وبدأ العلاج بإشراف أكثر من عشرة أطباء( ليسوا أجانب إنما عرب ) من اختصاصات مختلفة بالقلبية والعصبية والعينية والعظمية والداخلية قاموا بمتابعته سريرياً ومخبرياً وأعدوا له اضبارة خاصة لمراقبته يومياً تحليلاً وتصويراً في كل ما يتعلق بالنطق والكلام والحركة
تمثل هذا العلاج بالصوم الطبي الذي لايتناول خلاله المريض أي طعام لمدة زمنية يحددها المشرفون حسب الحالة ويعطى المريض فقط الماء من 3-4 ليترات يومياً ونحو 40 غراماً من العسل للحفاظ على وظيفة الكبد ويراقب بحيث تحسب الشوارد وسكر الدم فتعدل بإستمرار من خلال إضافتها له
وقد أوقفت الأدوية التي كان يستخدمه نهائياً لأن تناولها لا يتلائم مع طريقة العلاج بالصوم قلبه كان جيداً وتحاليله جيدة باستثناء حمض البول ووزنه كان 111 كغ في بداية العلاج وضغطه كان 16/11 وحمض البول 7.8وما تبقى في الحدود الطبيعية في اليوم الثاني للعلاج بالصوم بدأ ضغطه ينخفض فأصبح 15/10 وفي اليوم الثالث أصبح 14/10 أي في الحدود الطبيعية دون أي دواء وبدأت في هذا اليوم أيضاً تزول الوزمتان في ساقيه وفي اليوم الخامس أصبح منظر وجهه طبيعياً بزوال تأثير الأدوية السابقة وبدء فعالية الصوم عليه مع الإضافات الفيزيائية صباحاً ومساءً والمشي لمدة ربع ساعة يومياًً وممارسة أعمال رياضية أثناء المشي
نبضه كان طبيعياً وحرارته يدأت تنخفض لـ 36 درجة وفي اليوم العاشر أو الثاني عشر بدأت ترتفع لحدودها الطبيعية
منذ اليوم السابع تحسنت مشيته بحيث كان ينقل القدمين بدرجة متساوية وبدأ ينشط ووضعه النفسي والعصبي والفكري يتحسن وأخذ يبدي حركات مع من حوله تدل على زوال الكأبة وظهور علامات السرور على وجهه وهذا أمر يمتاز به الصوم الطبي عن غيره من أنواع العلاج ويقول علماء الصوم في هذا المجال:
أنه ينظف الأعصاب التي أصيبت بالصدأ فيشعر الصائم بزيادة المقدرة العصبية والنقاء الذهني
خلال فترة المعاجة كان يسأل محمد دائماً عن وزنه ويقول عدت عشر سنوات للوراء من حيث العمر
أي أنه عاد للشباب وبعد 24 يوماً من العلاج انخفض وزنه 14.5 كغ فأصبح 97 وهو وزنه عندما لعب أخر مباراة
كما عاد نبضه فأصبح 70 وحمض البول 6.5 وضغطه 12/9 وزالت الوزمات تماما من ساقيه وأصبح نظره طبيعياً فزالت الحساسية تجاه الضوء
سبحان الله كتب له الشفاء أسأل الله القدير أن يشفي جميع مرضى المسلمين
siamtibi صوم طبي صوم_طبي صيام_طبيصيام طبي محمد_علي_كلاي كلاي
الصوم الطبي.. فوائده العلاجية عديدة ومتنوعة
أجمع خبراء طبيون متخصصون في علوم التغذية أن للصيام فوائد علاجية كثيرة. وكان ذلك منذ ما قبل الميلاد، وعلى مدى العصور، التي سبقت بزوغ فجر الاسلام والقرون التي تلته. وقد استخدم الصيام في شكل يختلف قليلا عن فريضة الصيام في الاسلام. حيث يمتنع الصائم عن الطعام والشراب، كأسلوب طبي علاجي بوسائل شتى.. ومن قرن إلى قرن، ظل الصوم طريقة علاجية تتناقله الأجيال الطبية، منذ ولد الطب مع الحكمة.
فقد اكتشف عالم التغذية الأميركي “وايلر"، بعد قرون مما بشر به الاسلام عن فوائد الصيام، أن الصيام يحدث تجديدا لعشرة في المئة من خلايا الجسم، في العشر الأول من رمضان، وخلال الأيام العشرة التالية يحدث تجديدا بنسبة 66 في المئة من خلايا الجسم. أما العشرة الثالثة فيحدث تجديدا لجميع خلايا الجسم.
وأثبت كذلك، أن التركيز يكون في أعلى حالاته خلال نهار رمضان، وتزيد المناعة عشرة أضعاف المناعة العادية للإنسان. واكتشف "وايلر” كذلك أن هناك حالات مرضية كان يعتقد أنها تتأثر سلباً بالصوم، مثل آلام الكليتين وتكوين الحصيات، لكن على العكس، تم اكتشاف أن صوم رمضان يساعد في تركيز املاح الصوديوم في الكلى. وهذه الاملاح تذيب الحصوات التي تتكون في الكلى، خصوصاً اذا ما تم تناول كميات كافية من السوائل.
فوائد الصوم الطبي
ونظراً للفوائد العديدة، التي يحققها الصوم، فقد أوجد الأطباء ما أطلقوا عليه “العلاج بالصوم الطبي"، وهو احدى طرق الطب البديل الحديثة، ويقوم على الماء والعسل والفيتامينات والاملاح المعدنية.
وكان الصوم بالماء عرف منذ القدم.. ففي مرجع طب التبت الكبير "تشجودشي” في القرن السادس قبل الميلاد، خصص فصل كامل تحت عنوان “العلاج بالطعام والعلاج بالصوم”.
وفي مصر القديمة، وبشهادة هيرودت، وهو مؤرخ اغريقي (450 قبل الميلاد) تبين أن المصريين القدماء كانوا يصومون ثلاثة ايام من كل شهر.. كما أنهم نجحوا في علاج مرض الزهري بالصوم الطويل. ولاحظ هيرودت أنهم كانوا أيامها، وربما بسبب هذا الصوم، أحد أكثر الشعوب صحة. وفي اليونان القديمة، صام الفيلسوف ابيقور (القرن السادس قبل الميلاد) اربعين يوماً قبل أن يؤدي الامتحان الكبير في جامعة الاسكندرية لشحذ قواه العقلية وطاقة الابداع عنده.
أما سقراط (470-399 قبل الميلاد) فكان يصف للمرضى في أحرج المراحل أن يصوموا وكان يقول عن عمل الصوم: “كل إنسان منا في داخله طبيب وما علينا إلا أن نساعده حتى يؤدي عمله”.
ثم جاء الروماني “جالينوس” في القرن الثاني الميلادي، وأوصى بالصوم كعلاج لكل أعراض “الروح السالبة"، ويعني بذلك حالات الحزن وفقد الحب وفرط التوتر.
ثم انتقل الامر إلى الشيخ الرئيس أبو علي ابن سينا (780-1037 م) الذي لم يتنازل عن الصوم كدواء، بل كان مفضلا لديه، وكان يصفه للغني والفقير ويعالج به الزهري والجدري وأمراض الجلد.
وتطول القائمة حتى تبلغ عصرنا الحاضر.
ففي اميركا كان "هنريك تانر” وكتابه “الصوم أكسير الحياة"، ثم "آبتون سنكلير” المدافع الصلب عن العلاج بالصوم (وكلاهما بلغ من العمر تسعين عاماً).
وحتى الآن ما زال في ساحة العلاج بالصوم أسماء كثيرة: منها بوشنجر الألماني وآلان كوت الأميركي وشيلتون الإنجليزي، والبطل العالمي للملاكمة في الوزن الثقيل محمد علي كلاي الذي كان يشكو من داء باركنسون وزيادة الوزن وخلال صومه مدة ثلاثة أسابيع تحسن أكثر من 60%. ولو كانت ظروفه تسمح لمتابعة الصيام إلى أربعين يوما لكان التحسن أكثر من ذلك.
وقد أكد العالم الفرنسي “بلزاك” -وكان أشهر علماء عصره- اهتمامه بالصوم العلاجي، فقد كان يرى أن يوماً واحداً يصومه الإنسان أفضل من تعاطي ما يشير به الأطباء من الدواء.
وكثيراً ما أشاد العالم “سينكا” بالأطباء القدامى الذين كانوا يشيرون على مرضاهم بالصيام؛ بل إن “كوبنلوس” الطبيب الإغريقي كتب في السنة العاشرة الميلادية معللاً ما لوحظ من أن الشفاء أسرع إلى المرضى الأرقاء منه إلى المرضى الأحرار، يقول: “إن هذا يرجع إلى أن الأرقاء أكثر دقة في اتباع نظام الصوم العلاجي”.
وقد تبين علمياً أنه في حال انقطاع الإمداد بالطعام من الخارج ينتقل الجسم إلى تغذية نفسه من المخزون الداخلي في أنسجته المختلفة باستثناء القلب والجهاز العصبي.
وقد قدر العلماء أن الاحتياطي الذي يمكن الاعتماد عليه داخل الجسم يصل إلى 40-45% دون خطر يذكر. فكريات الدم الحمراء تنقص في البداية ولمدة أسبوعين، ثم تبدأ الكريات الجديدة الشابة في الظهور والتكاثر. ومع انهيار الخلايا الشائخة وتحطمها يحدث ميل خفيف إلى الحموضة، لكن “احمضاض” الدم لا يحدث أبدا ولا تتغير العظام لكن نخاع العظام، ينكمش قليلا، نظرا لوفرة ما يحتويه من مواد غذائية مدخرة يساهم بها في عملية التغذية الداخلية.
وفي الصوم الطبي، يبقى وزن الكليتين ثابتاً تقريباً. أما الكبد فإن وزنه ينقص، لكن هذا النقص يكون على حساب المدخر من الماء والجليكوجين (السكر المختزن) دون المساس بتركيب الخلايا أو عددها.
وبينما يمكن أن ينقص وزن العضلات بنحو 40%، فإن عضلة القلب لا تخسر أكثر من 3%، وفي الحالتين يعود النقص إلى انكماش الخلايا وليس إلى نقصان عددها.
ومن الجدير بالذكر أن القلب يرتاح كثيرا عند الصوم، إذ تنخفض ضرباته إلى 60 ضربة في الدقيقة وهذا يعني أنه يوفر مجهوداً يعادل 28800 دقة كل 24 ساعة.
والقاعدة أن الجسم يعطي من مخزون المواد العضوية، ثم غير العضوية، أي أنه يعطي أولا من السكريات، ثم الدسم وبعض البروتين، لكنه لا يفرط بسهولة في المعادن وما يشابهها. فالحديد المتخلف عن حطام الكريات الحمراء القديمة يتم تجميعه وتخزينه في الكبد من جديد، ليؤخذ منه عند الحاجة. لهذا لا يحدث فقر الدم المتسبب عن نقص الحديد في أثناء الصوم. وبشكل عام فإن الانتقال إلى التغذية الداخلية يضمن نوعا من التوازن الغذائي المحكم في حدود ما هو مطلوب حيويا. وحسب هذا لا تحدث أبدا أي من أعراض سوء التغذية التي تلاحظ في المجاعات، بل حتى في بعض حالات الوفرة عند زيادة السكريات على حساب البروتينات على سبيل المثال.
ويؤكد الطبيب “هيلموت لوتزينر” من مدينة “أوبرلينجين” الألمانية أن الصيام يفيد الروح والجسد ويتجاوز كونه “نظاما للحمية” فقط.
وأضاف “لوتزينر” أن من المهم تجنب التوترات والإجهاد وتحقيق الهدوء النفسي قبل بدء الصوم، مشيرا إلى أن الصيام لن يكون مفيدا على المدى الطويل إلا إذا كان بداية لتغيير في أسلوب الحياة.
ومن جهته، أوضح “ماريون نوتيغ” المتخصص في علوم التغذية في العيادة الخاصة بالصيام في منطقة سولس فارمسدورف المطلة على بحر البلطيق، أنه “يمكن لأي شخص أن يصوم من حيث المبدأ ما عدا المرضى والأطفال والسيدات الحوامل والأمهات المرضعات”.
وينصح “نوتيغ” بالصوم تدريجيا بتناول وجبات خفيفة في اليوم الأول وفقا لطريقة “بوشنجر” التي طورها الدكتور “أوتو تشنجر"، وهو ألماني أسس عيادات متخصصة في الصيام تحمل اسمه بأوروبا.
وقال "لوتزينر” إن الجسم يستعد ببطء للأيام التالية التي يتم خلالها استهلاك عشر السعرات الحرارية التي تم امتصاصها.
أنواع الصوم الطبي
وكما نلاحظ، فان الصيام العلاجي يختلف عن صيام العبادة. وفيه يعطى الجسم فرصة لالتقاط أنفاسه، إن صح التعبير، حيث تستهلك عملية الهضم 30% من طاقة الجسم. وبالصيام توجه هذه الطاقة لنواح أخرى أهمها العلاج.
وهناك أنواع مختلفة من الصيام الذي يصفه الأطباء الطبيعيون. فمنه ما يقتصر طعام الصائم في أثنائه على الماء، ومنه ما يقتصر على الماء وعصير الفواكه، ومنه ما يسمح بالحساء أيضاً. كما أن منه ما يتم عمله بتبادل مع الأكل الخفيف.
وهناك العديد من الأنظمة الغذائية العلاجية تبدأ بفترة صيام قصير، قد لا تزيد على يوم واحد يقتصر فيه الصائم على الماء من أجل تنظيف الجسم من السموم أثناء الصيام، لأنّ الجسم يوجه الطاقة التي يصرفها عادة على عملية الهضم، إلى عملية الشفاء أولا. ولعدم وجود المواد الغذائية التي تلقى إليه يومياً عادة مما يزيد من العبء المسبب أصلا للمرض ثانياً، ولأنّ الإنسان، والجسم تبعاً لذلك، يعيش جواً نفسياً أحسن ثالثاً.
وهذا العامل النفسي مفهوم تماماً، أو هكذا يفترض، لكل من جرب الصيام، وخصوصاً عندما يكون عبادياً. وهذا لا يعني بأن العامل الثالث لا يتحقق إلا إذا آمنت بالصيام العبادي، وإنما يعني أن الصائم تعبدا يكون، كتحصيل حاصل، في أجواء روحانية أعلى من المعتاد، فلا يلتفت إلى أن مرد ذلك هو، جزئيا، بفعل الصيام. ولكن الحقيقة هي أن الصيام بحد ذاته رافع لروحانية الصائم لرفعه هذا الحمل المادي، وهو الطعام، من كيانه. ولهذا شرع الصيام في كل الأديان.
أما شدة الصيام ومدته فتعتمد على عوامل عدة أهمها الحالة المرضية نفسها، ومدى تحمل المريض للصيام، وطبيعة النظام العلاجي في ذلك المصح والمستشفى. فإذا كان المريض بديناً وصحته العامة ليست سيئة كثيراً استطاع المعالج أن يضعه في صيام طويل وقاسٍ لإزالة أو تخفيف المرض أولا، ولتقليل وزنه الذي هو في الحقيقة عبء على الجسم ثانياً. واعلم أن الإنسان يستطيع تحمل الامتناع عن الطعام لمدة طويلة لوجود مخزون كبير في جسمه يغذي جسمه “داخليا"، وخوف الإنسان من أنه سيموت جوعاً في الصيام الطويل لا صحة له ولا مبرر له.
كما أنه من الممكن اتباع الصيام العلاجي في البيت بشرط ألا يزيد على أيام معدودة، وأن يكون الجسم لائقاً لذلك، وأن يعرف المريض ماذا يتناول أثناء الصيام. بل إن ذلك ضروري لكل الناس، مرضى وأصحاء، لتجديد حيوية الجسم بإعطائه عطلة ولو لأيام معدودة. وقد ترجم كتاب يبحث في الصيام عموما، وفيه نظام صيام صحي لمدة أسبوع واحد، واسم الكتاب "أسرار الصيام الناجح” تأليف الطبيب الألماني “لتسنر”.
حالات الصوم الطبي
يستعمل الصوم طبيا في علاج حالات كثيرة، والوقاية في حالات أخرى كثيرة أيضاً، فهو له دور في:
علاج اضطرابات الأمعاء المزمنة، والمصحوبة بتخمر.
علاج زيادة الوزن الناشئة من كثرة الطعام.
علاج أمراض الكلى الملتهبة والحادة والمزمنة علاجاً شافياً.
علاج أمراض القلب، كما يقي من مرض البول السكري.
علاج أمراض زيادة الحساسية، وأمراض البشرة الدهنية.
وتقوم مصحات كثيرة بالعلاج بالصوم، وعملها تخليص الجسم من نفايات الغذاء، ودسمه، وكثرته، وكذلك من السموم الناتجة عن التخمرات الغذائية، وبقاء فضلاتها في الجسم.
ويعتبر الصوم راحة إجبارية لمختلف أجهزة الهضم، التي هي في مقدمة ما يُصاب من الجسم بالأمراض.
ولعل أشهر المصحات هي المصحة التي تحمل اسم الدكتور “هيزيج لاهان"، في درسون بسكسونيا، ويقوم العلاج فيها كاملاً على الصوم.
ويقول الدكتور أليكسيس كاريل: "إن الأديان كافة تدعو الناس إلى وجوب الصوم؛ إذ يحدث أول الأمر شعور بالجوع، ويحدث أحياناً التهيج العصبي، ثم يعقب ذلك شعور بالضعف، بيد أنه يحدث إلى جانب ذلك ظواهر خفية، أهم بكثير منه، فإن سكر الكبد سيتحرك، ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد، وبروتينات العضل والغدد، وخلايا الكبد، وتضحّي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة، للإبقاء على كمال الوسط الداخلي، وسلامة القلب، عدا أن الصوم ينظف أنسجتنا”.
siamtibi صوم طبي صوم_طبي صيام طبيصيام_طبي
تعريف شامل و مختصر لـ الصيام الطبي
تعريف الصيام الطبي
-هُوَ الامتناع عن أنواع الطعام كافة، حتى لا يدخل الجسم غير المَاء فقط، إذ أنَّ تناوُل أي عنصر غذائي آخر قد يضر بالجسم، فيُصيبه بمرض من أمراض العُوز الغذائي، وهذا الامتناع يُسمَّى “الصِّيَام” الطبي؛ الذي يستمِرُّ لفترة من ثلاثة أيَّام، حتى خمسة أسابيع، حيثُ يحكمها عودة “عامل الجوع” إلى الصَّائم.
-وعودة “عامل الجوع” تختلف من شخص إلى آخر باختلاف نسبة الدهون المختزنة في كل جسم على حدة.. وهي تتفاوت في مدتها من أسبوع إلى عدة أسابيع.
-والجسم فقط يحدد عودة “عامل الجوع” حيث لا يستطيع الطبيب المعالج أو الصائم نفسه أن يجزم بمدتها.
-ويجب التنبيه على أن الصائم يمتنع عن كافة أنواع المواد الغذائية ولا يتناول أثناء صومه إلا الماء فقط بأية كمية على مدار اليوم (وهو يعطي صفر من السعرات الحرارية)، حيث يلجأ الجسم بمجرد بدء الصيام الطبي والشعور به إلى فتح برامج خاصة لا تفتح إلا في حالات الطوارئ فقط، وتلك البرامج تقوم بهدم الدهون المختزنة وتحويلها إلى جلوكاجون ثم تحويله بالتالي إلى طاقة لتشغيل الجسم.. وهكذا يستمر عمل البرنامج إلى أن ينتهي من هدم جميع الدهون المختزنة بالجسم؛ فيعطي إشارات خاصة بذلك إلى المخ الذي يرسل بإشاراته إلى أعصاب المعدة التي تشعر صاحبها بعودة “عامل الجوع” فيبدأ أول تناول للطعام بالتلبينة لمحتوياتها الغنية بالأملاح المعدنية ولما لها من فوائد جمة بعد فترة الصيام الطبي مباشرة.
-ويمكن للإنسان أن يصوم مدة سبعة أسابيع متواصلة على الماء فقط بأمان تام، ولقد صام سيدنا موسى عليه السلام أربعين يوما المذكورة في القرآن الكريم في جبل الطور قبيل استلامه لألواح الشريعة.
الفرق بين الصيام الطبي والعوز الغذائي
-تعتبرُ أمراض “العوز أو الفقر الغذائي” ناشئة عن المَجاعات التي تعصف بحياة الشعوب؛ لأنَّ المَوتَ يُعاجلُ من يتناول الماء وعُنصراً أو عَناصر قليلة لا تفي بحاجة الجسم، كالدقيق الأبيض، أو السُّكَّر، فيلجأ إلى استخدام المخزون من الأملاح المعدنيَّة، أو العناصر الأخرى، التي تنفذ بسرعة، فتظهر “أمراض العُوز أو الفقر الغذائي” التي تنشأ عن عدم توفر هذه الأملاح المعدنيَّة أو العناصر الأخرى، مِمَّا يُعَجِّلُ بوفاة الشخص المُصاب، ويظهرُ ذلك جلياً بين الشعوب التي تعاني المجاعات في أفريقيا وآسيا، وأمريكا اللاتينيَّة.
أمَّا في حالة “الصِّيَام” الطبي، فإنَّ “المُدَّخرات الغذائيَّة” تستعملُ بشكل مُتوازن ودقيق، فيُحافظ الجسم على التوازن الكيميائي ويُسيطرُ بسهولة على مُدَّخراته الغذائيَّة بحكمة بليغة، تكفي لفترة طويلة، قبل “عودة عامل الجوع"، ويظل الجسم حتى نهاية "الصِّيَام” لا يُصيبه أدنى خلل.
ماذا يُعالج الصيام الطبي؟
-ذكر د. شيلتون في كتابه: “التداوي بالصَّوْم” أنه منذ 2000 عام استعملَ الطبيب “اسكلبيا” “الصِّيَام” كطريقة لعلاج حالات اليرقان، وداء الصَّرَعْ، كما استعمله أيضاً “تيسالوس وترال"، كما أنَّ العالم الإسلامي الكبير "ابن سيناء” كان يُطبق على مَرضاه المُعالجة بالصَّوْم، لفترة بين أربعة وستة أسابيع.
** وفي القرن السَّابع عشر كتب الدكتور “هوفمان” كتاباً شهيراً حولَ العلاج بالصَّوْم، عُنوانه “وصف النتائج الخياليَّة والسِّحريَّة، الناتجة عن الصَّوم في جميع الأمراض"، وفي القرن الثامن عشر كتب الدكتور "نيكولاي”: “أيهما أكثر منطقيَّة، إطعام المريض مع إعطائه العقاقير المُختلفة حتى نحافظ عليه بوضعيَّة عامَّة سيئة؟، أمْ نطلب منه أن يصوم ويخسر بعضاً من وزنه من أجل أن يحصل على الشفاء الكامل؟.
أمَّا الدكتور "ثون سيلاند” من الأطبَّاء الرُّوس، فقد كتب يقول: “عقب جميع التجارب التي أجريتها، توصلتُ إلى أنَّ الصَّوْم ليس فقط واسطة عِلاجيَّة من نوعيَّة جيدة جداً، بل إنَّه يستحق الاحترام من وجهة النظر الثقافيَّة”.
كما أنَّ الدكتور “وولف باير” وهو طبيب مشهور من الأطباء الألمان أشار في كتابه: “العلاج بالصَّوْم، عِلاج المُعجزات"، إلى أنَّه يؤكد بأنَّ الصَّوم هو الواسطة الأكثر فعاليَّة من أجل القضاء على أي مرض من الأمراض، ثمَّ أضاف: "إنَّ الصَّوْم والجراحة، هُمَا الأمران الكبيران والهامان اللذان نملكهما في عتادنا الطبي”.
وكذلك الأمر فإنَّ الدكتور “سولد” رئيس مصح “كلوز فيتز"، يقول: إنَّ الصَّوْم هو الطريقة الوحيدة، ذات التطور الطبيعي، التي تستطيع بوساطة التنظيف الكامل أن تعيد العضويَّة إلى وضع فسيولوجي عادي.
ويقول الدكتور "أوزبك"، أستاذ الجراحة في "أوبسالا”: لقد حصلتُ على نتائج باهرة في أغلب الحالات المَرضيَّة التي عالجتها بالصَّوٍم، ولقد بلغ نجاحه حداً جعل الإدارة المسئولة عن الأبحاث، أن تخصص له جائزة مقدارها خمسة آلاف دولار، بالإضافة إلى خمسمائة دولار تقدَّم له كل عام تشجيعاً لأبحاثه.
ولقد انتشرت مصحات “الصِّيَام الطبي” الآن في أوربا وخاصة في ألمانيا، وأصبحت من الطرق العلاجيَّة المعول على نتائجها، والتي يلجأ إليها كثير من الأطباء الذين يريدون شفاءً ناجعا لمَرضاهم، الذين يقصدوهم من أرجاء الأرض يطلبون خلاصاً من أمراضهم.
أمَّا في الوطن العربي، فزيادة على معرفة فضل “الصَّوْم الديني"، وآثاره العظيمة على الأمَّة الإسلاميَّة خلال شهر رمضان المُبارك، فقد عرف الأطبَّاء فضل "التداوي بالصَّوْم الطّبِّي"، منهم الطبيب "محمود البرشة” الذي يُعالج بالصَّوْم الطبِّي في عيادته بقلب دمشق الفيحاء، يقول: “أشرفت بنفسي في عيادتي الخاصة على ما يزيدُ عن ثلاثة آلاف صَائم، فلم أشاهد حالة واحدة منهم أدت إلى نتيجة سيئة، وأذكر في حالات البدانة، استطاع الصَّوْم أن يُنقص من 5 - 7 كيلو/ أسبوعيا، دون أن يشعر بالجوع أو الوهن.
1- وانخفضت نسبة "الكوليسترول والدهون الثلاثيَّة” من 900 ملج / لتر، لتصل إلى الرقم الطبيعي خلال صوم أسبوعين فقط.
2- مرضى “البول السُّكري” (الذي لم يمض عليه فترة خمس سنوات)، يكفيهم صوم أسبوعين، لتزول أعراض المرض عندهم، دون الحاجة للعودة إلى استعمال أي دواء خافض للسُّكر في الدَّم.
3- المصابون بقرحة “الدَّوالي” المُعنَّدة، استطاع “الصَّوْم الطبي"، بعد ثلاثة أسابيع أن يجلب لهم الشفاء، وعالج حالات دوالي مُعنَّدة وُصِفَ لأصحابها بتر السَّاق من الرُّكبة، فشفيت بعد صَوْم 40 يَوْماً.
4- المُصابون "بالتهاب الوريد"، يتم الشفاء بعد صِيَام أسبوعين فقط.
5- المُصابون "بارتفاع التوتر الشرياني"، يكفيهم صِيَام ثلاثة أيَّام، لكي يبدأ الرَّقم بالانخفاض التدريجي.
6- المُصابون "بحب الشباب"، يكفيهم صيام أسبوعين حتى تعود بشرتهم نضرة.
7- المُصابون "بداء الصَّدفيَّة"، تحسنت حالتهم بنسبة 70% ، بعد صَوْم أربعين يوماً.
8- أمراض "الحساسية"، كانت النتيجة رائعة وعجيبة، بعد صِيَام ثلاثة أسابيع فقط.
9- أمَّا الذين يشكون من "آلام الفقرات"، سواء كانت "القطنيَّة"، أو "الرقبة"، بحيث أنها لم تصل إلى حد انفتاق النواة اللبيَّة، فإنَّ الصيَّام الطبِّي يكون سبباً في شفائهم بعد مُدَّة ثلاثة أسابيع، وأشرف على مئات الحالات من هذا النوع.
10- مرضى "فقر الدَّم"، يتم شفاؤهم بالصَّوْم، لأنَّ مُدخرات الحديد تتحرر أثناء "الصَّوْم الطبِّي"، فتنشط مراكز توليد "كريات الدَّم الحمراء"، وهيَ في العِظام، فيشفى من فقر الدَّم، وكل ذلك ثابت بالتحاليل المخبريَّة للدَّم.
11- مرضى "الروماتيزم"، تختفي آلامهم بعد صَوْم ثلاثة أسابيع فقط.
12- "التهاب المَفاصل التنكسي"، عند المسنين والسِّمَّن، شفيَ أصحابها بعد صِيَام أسبوعين فقط.
13- "الحبسة الدماغيَّة"، وهي عدم القدرة على الكلام من منشأ دماغي، شفيَ أصحابها (ثلاث حالات)، بعد صوم ثلاثة أسابيع، وعادت لهم القدرة على الكلام.
14- "داء القلاع المزمن"، تحسَّنَ أصحابها بعد صوم أسبوع واحد.
15- "أمراض الجهاز الهضمي"، بالكامل، كان الصَّوْم سبباً لشفائها تماماً.
16- "التهاب الجيوب الأنفيَّة” المزمن، و"التهاب اللوز" المزمنة، تتحسَّن بعد صوم أسبوعين فقط.
17- مَرض “الشقيقة"، المزمنة (صداع في منتصف الرأس)، أحد الأمراض التي تتحسَّن بعد صَوْم أسبوعين فقط، دون الحاجة لأي عمليَّة غسيل، أو تطهير.
18- "آلام الرقبة الفقريَّة"، المترافقة بانقراض فقري مع مناقير عظميَّة وآلام عصبيَّة مُمتدَّة للطرفين العُلويين، تحسنت جيداً بعد الصَّوْم لمُدَّة أسبوعين فقط.
19- "الالتهابات النسائيَّة” المُضِرَّة المزمنة، تشفي بعد صِيَام أسبوعين فقط.
مُعجزات تمت بالصيام الطبي
1- تجدُّد نمو الشعر في رءوس الصَّائمين، وعودة السَّواد إلى الشعر الأبيض، في أواخر أيام الصَّوْم.
2- مريض “بالسِّمنة"، لديه عَمى كامل في عين واحدة، منذ عدَّة سنوات، صَام لإنقاص وزنه المُفرط، فحقق الصَّوْمُ له مُعجزة كبرى عندما عادَ البصرُ لعينه المُصابة.
3- المصابون "بطنين الأذن"، ودُوَار "منيير"، والصمم "الشيخي"، جملة من الأمراض يشفيها "الصَّوْم"، ومريض مُصابٌ بالصمم في أذن واحدة، لازمه ذلك مدة 25 عاماً، صَامَ 30 يوماً وكانت النتيجة أنه استعادَ سمعه تمَاماً.
4- مَريضاً "بالرَّبو"، ظهر عليه التحسُّن بعد صِيَام ثلاثة أيَّام، وبعد أسبوعين بلغ تحسنه 70 %، وفي نهاية الأسبوع الثالث شفيَ بالكَامل، كإنسان مُعافى تماماً.
5- مرض "السعال التحسسي"، يزول خلال صوم أسبوعين فقط، وكذلك التهاب "القصبات الهوائيَّة"، يشعر صاحبه بالتحسُّن بعد صَوْم أسبوعين أيضا.
الشروط الواجب توفرها أثناء الصيام الطبي
1- الراحة التامة.
2- الهدوء النفسي، والاطمئنان الداخلي.
3- الهواء المُنعش، أو الرَّطب.
4- المناخ الدَّافئ.
5- التمارين الرِّيَاضية، على قدر استطاعة الصَّائم.
6- التوقف عن أداء العمل اليومي.
7- تجنب درجات الحرارة العالية، خاصة في الحمَّام.
8- اللطف في تنظيف الأسنان واللسان، وكلما تقدَّمَ الصَّوْم يُصبحُ معها طعم ورائحة الفم مقبولين، واللسانُ نظيفاً.
9- تجنب مضغ اللبان؛ لأنه ينهي إفراز المَعدة، ويتعب الغدد اللعابيَّة وينهكها.
10- تناول الماء يجري بناءً على رغبة الصَّائم في الكميَّة التي يُريدها.
11- عدم القلق من اتساع طقم الأسنان فترة الصَّوْم؛ لأنه ظرف مؤقت ينتهي فترة ما بعد الصِّيَام، عند عودة اللثة إلى حجمها الطبيعي.
12- "الحقن الشرَجيَّة"، اختلف الأطباء المُعالجين بالصِّيَام حولها:
-فالمؤيدون لاستعمالها أثناء الصِّيَام، يقولون:
إنَّ استعمال الحقن الشرجيَّة من خلال إشرافي على الصَّائمين الذين تجاوزوا الآلاف كان مُفيداً ومنشطاً لهم، لذلك فإنني أصر على أخذ الحقنة الشرجيَّة يَومياً، وقد جرَّبتُ بنفسي الصَّوْم، فكنتُ أشعُرُ بنشاط جسمي عقب أخذ الحقنة، وقد يحدث للصَّائم صُدَاع يَزولُ بالحقنة الشرجيَّة.
-وأمَّا المُعارضون لاستعمالها، فيقولون:
لقد دأبتُ مدَّة 25 عاما أنصحُ مرضايَ بعدم استعمال هذه الحقن، وكانت النتائج أحسن مِمَّا لو استعملت، إنَّ الحقنة الشرجيَّة تنهك المَريض وتستهلك قواه، كما أنه تخرش القولون، وهذا التخريش يتطلبُ أسابيع عديدة حتى يُمكن التخلص منه، وتمضي بعض الحيوانات فترة البَيَات الشتوي، الذي يمتد شهوراً، بدون حقن شرجيَّة.
siamtibi صيام طبي صيام_طبي صوم طبيصوم_طبي
أهم ثمرات العلاج بالصوم الطبي
1- التخلص من الفضلات والسموم
تلك هي العملية الأهم في الصوم الطبي .
فمن ناحية يتلاشى مصدر مهم من مصادر السموم داخل الجسم وهو نتاج تحلل الأغذية في الجهاز الهضمي فالقناة الهضمية تتنظف تماماً من جراثيمها خلال أسبوع واحد من الصوم ولنتذكر أن الحيوانات التي تدخل في السبات الشتوي تخرج منه فاقدة كل الجراثيم التي كانت موجودة في أمعائها الغليظة .
ومن ناحية أخرى تستمر عملية التنظيف لإخراج الفضلات والسموم المتراكمة في الأنسجة عبر اللعاب والعصارة المعدية والعصارة الصفراء وعصارة البنكرياس والأمعاء والمخاط والبول والعرق ورغم أن هذه العصارات قد تقل إلا أنها لفرط ما تحمله من فضلات وسموم تغدو كريهة الرائحة وكثيفة لكن مع تقدم النظافة الداخلية للجسم تقل وطأة الرائحة وتخف كثافة الألوان وتصير هذه علامة من علامات التخلص من ركام الفضلات والسموم .
2- التجدد في الخلايـا
من محصلـة عمليتي : التغذية الداخلية المنضبطة بحكمة (( الطبيب الداخلي )) وطرح الفضلات والسـموم ( إضافة إلى عنصر بديهي وهو الراحة الفيزيولوجية التي تمنح للجهاز الهضمي وملحقاته أساساً ولسائر الأجهزة والغدد بدرجة ما ) من كل هذا تحصل عضوية الجسد على فرصة للتجدد فتعود الوظائف بعد فترة الراحة أنشط ويصبح الدم أصفى وأغنى بكريات الدم الأكثر شباباً هذا التجدد يتبدى أول ما يتبدى على السطح فتصير البشرة أنقى وتختفي البقع والتجاعيد أما العيون فإنها تغدو أكثر صفاءً وبريقاً .
ولقد أشارت تجارب اثنين من علماء الفيزيولجيا بجامعة شيكاغو وهما الدكتوران كارلسون وكوند إلى ما يدعم ذلك فقد أكدا أن الصوم لمدة أسبوعين يكفي لتجديد أنسجة إنسان في عمر الأربعين بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشرة من عمره .
لكن هذا الأثر غير دائم ومن ثم يتطلب الأمر معاودة الصوم على فترات للحصول على الشباب من جديد .
كما أظهرت تجارب جامعة شيكاغو أن صوم 30 – 40 يوماً يزيد الاستقلاب بمعدل 5 – 6 % وحيث إن نقص الاستقلاب يعد مظهراً من مظاهر زحف الشيخوخة فإن زيادته بالصوم تعني استعادة لبعض من الشباب أو بلغة أخرى تأجيلاً للشيخوخة وعملية تأجيل الشيخوخة هذه عبر الصوم أكدتها باحثة أخرى هي سوزان سبلجر التي سجلت أن الفئران التي تتغذى على وجبات قليلة البروتين ثم تصوم في اليوم التالي عاشت أطول 50 % من أقرانها ذوي التغذية العادية .
الأمراض التي تعالج بالصوم الطبي:
الشقيقة (( الصداع النصفي ))
يستخدم أسلوب الصوم الطبي لعلاج بعض الأمراض بما فيها الأمراض المزمنة كما يستعمل أيضاً كطريقة وقائية من أمراض كثيرة وقد ثبت نجاح الصوم الطبي في علاج داء الشقيقة (( الصداع النصفي )) الذي لم يعرف له علاج شاف حتى الآن ومن خلال التجربة العملية وتطبيق هذا الأسلوب على عدد كبير من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي منذ أكثر من 30 عاماً تبين أن الصوم الطبي عالج أكثر من 80 % من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي وذلك من إجمالي المرضى المترددين على عيادتي وكانت مدة الصيام تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع متواصلة وفي بعض الحالات كان يتم تكرار الصيام لبعض المرضى على أن تكون الفترة الزمنية الفاصلة بين الصيام الأول والصيام الثاني ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور حيث أن بعض الذين يعانون من هذا المرض شفوا تماماً بعد الصيام الطبي ولم يصابوا ثانية منذ أكثر من 10 سنوات وهنالك بعض الحالات ونسبتها بسيطة عاد إليها المرض بسبب الاضطرابات النفسية والضغوط العصبية ومثل هذه الحالات يفيد معها تكرار الصوم الطبي حيث أنه بعد الصوم بيومين إلى ثلاثة أيام تزول الأعراض بنسبة 90 % وآلية العلاج هنا هي : أن الصوم الطبي يقوم بتنظيف الأعصاب كما تنظف فرشاة الفولاذ الأسلاك المعدنية المصابة بالصدأ فتعيد لها نشاطها وفعاليتها الطبيعية .
الربو القصبي
وثبت نجاح الصوم الطبي في علاج الأمراض التحسسية بمختلف أشكالها كالربو القصبي وتبين أن صيام أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لمرة واحدة وأحياناً عدة مرات يحسن الحالة المرضية وقد وجد أن 80 % من الذين جرت معالجتهم من الربو القصبي بالصوم الطبي تحسنت حالتهم وخفت شدة وعدد مرات نوبات المرض بشكل ملحوظ كما يفيد الصوم الطبي في علاج التهاب القصبات المزمن وبنسبة ضعيفة في علاج انتفاخ الرئة والسعال التحسسي المزمن .
كما نجح الصوم الطبي أيضاً في علاج أمراض انفصام الشخصية و الاضطرابات النفسية و الأرق و الاكتئاب .
الأمراض الالتهابية
ويفيد الصوم الطبي في علاج الكثير من الالتهابات المزمنة التي تصيب مختلف أعضاء الجسم كالتهاب اللوزتين المزمن والتهاب الجيوب والتهاب الوريد المزمن حيث يعمل الصوم الطبي على رفع مستوى المناعة في الجسم وثبت ذلك فعلياً من خلال المتابعة المخبرية وبالصور الإشعاعية للحالات المرضية إلا أن الالتهابات الحادة يجب أن يتم فيها اللجوء إلى الأدوية التي يصفها الطبيب ولا يفيد فيها الصوم الطبي .
كما أنه ثبت علمياً ومن خلال المتابعة المخبرية أن الصوم الطبي يؤدي إلى رفع مستوى الجهاز المناعي في الجسم من 10 أضعاف إلى 100 ضعف واتضح ذلك من خلال قيـاس فعالية الخلايا الليمفاوية الدفاعية والمعروفـة (( بالخلايا الليمفاوية T )) قبل وبعد الصيام الطبي
امراض الغدد الصم
كما تبين أن الصوم الطبي ينشط الجهاز الغدي في الجسم بدءاً من الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ إلى الغدة الدرقية ثم الخصيتين حيث يؤدي إلى زيادة فعالية هذه الغدد وبالذات الخصيتين وبالتالي تحسن عدد الحيوانات المنوية والقدرة الجنسية عند الرجل فقد تبين أن الصوم الطبي يزيد عدد الحيوانات المنوية 10 أضعاف عددها قبل الصوم فالذي لديه مليون حيوان منوي يرتفع العدد إلى 10 ملايين بعد ثلاثة أسابيع من الصوم الطبي وقد نجح الصوم الطبي في علاج العديد من حالات العقم عند الرجال حيث أنجبوا بعد صيامهم لعدة مرات حسب عدد الحيوانات المنوية لديهم قبل الصوم كما يفيد الصوم الطبي في علاج ضعف الإباضة عند النساء نتيجة نقص الهرمونات .
البدانـة
وتبين أيضاً أن الصوم الطبي هو أحسن طريقة وأسلم خطة علاجية وأسرع برنامج لإنقاص الوزن مقارنة مع الطرق الأخرى المعروفة مثل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة ومن الناحية الواقعية تبين أن الصوم الطبي أسرع وأنفع وأسلم هذه الطرق فيكفي صوم أسبوع واحد لإنقاص الوزن ما بين 5 إلى 7 كيلوجرامات وفي الأسبوع الثاني من الصيام ينقص الوزن ما بين 4 إلى 6 كيلوجرامات كما أن أحد الأشخاص كان وزنه 150 كيلوجراماً وبعد صيام 40 يوماً نقص الوزن في حدود 35 كيلوجراماً .
داء السكري
والصوم الطبي بآليته منشط للغدد الصماء ومنها غدة البنكرياس وبالتالي فإنه يفيد في تحسين نسبة السكر في الدم وذلك بالنسبة للمرضى الذين لا يعتمدون على الأنسولين حيث لا يمكن تطبيق أسلوب الصوم الطبي على مرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين والصوم الطبي يفيد مرضى السكري إذا لم يمض على الإصابة أكثر من 5 سنوات لأنه وبعد 5 سنوات من الإصابة بالسكري تصاب غدة البنكرياس بالتلف وبالتالي لا يفيد الصوم في تنشيط الغدة وزيادة فعاليتها .
يفيد الصوم الطبي في علاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني حيث يبدأ الضغط في الانخفاض بعد اليوم الثالث من الصيام ويعود إلى وضعه الطبيعي بعد أسبوعين إلا أن المحافظة على مستواه الطبيعي يحتاج إلى مراقبة طبية شديدة
كما يفيد الصوم في علاج ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم حيث تعود إلى وضعها الطبيعي إلا إذا كانت الإصابة وراثية عندها يعاود الكولسترول والدهون للارتفاع بعد حوالي ستة أشهر من الصيام .
كما أن الصوم الطبي يفيد أيضاً في علاج الكثير من الأمراض الجلدية مثل الأكزيميا وحب الشباب الذي يختفي بعد 3 أسابيع من الصيام وقد تحتاج بعض الحالات إلى تكرار الصيام أكثر من مرة أما بالنسبة للصدفية فالصوم الطبي يقيد في علاجها جزئياً حيث تصل مدة الصيام إلى أربعين يوماً ويتكرر الصيام لعدة مرات وبعد كل صيام تتحسن حالة المصاب بنسبة ما بين 15 – 20 % .
وهناك أمراض كثيرة أخرى يفيد فيها الصوم الطبي إما بالشفاء أو بالتحسن لا مجال لذكرها الآن
siamtibi صوم طبي صيام طبي صوم_طبيصيام_طبي
نتيجة للآثار الجانبية للإفراط في استخدام الكيمياء في الطب, وتفشي النظرة إلى الإنسان كآلة إن عطبت يلزمها ترس هنا وصامولة هناك, يبرز نوع من الطب يسعى إلى إيقاظ الطبيب الحكيم داخل كل جسد إنساني. فهل يصبح العلاج بالصوم وسيلة إلى ذلك?
من هنا وهناك, ومن قرن إلى قرن, ظل الصوم كطريقة علاجية تتناقله أجيال الأطباء, مند وُلد الطب مع الحكمة, وحتى يجدر بالطب أن يظل مع الحكمة.
ففي مرجع طب التبت الكبير (تشجودشي) في القرن السادس قبل الميلاد, خصص فصل كامل تحت عنوان: (العلاج بالطعام, والعلاج بالصوم).
وفي مصر القديمة, وبشهادة هيرودوت (450 قبل الميلاد), تبين أن المصريين القدماء كانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر. كما أنهم نجحوا في علاج مرض الزهري بالصوم الطويل. ولاحظ هيرودوت أنهم كانوا - أيامها - وربما بسبب ذلك الصوم - أحد أكثر الشعوب صحة.
وفي اليونان القديمة صام الفيلسوف الحكيم أبيقور (القرن السادس قبل الميلاد) أربعين يوماً قبل أن يؤدي (الامتحان الكبير) في جامعة الإسكندرية. ومن رأيه أن ذلك كان لشحذ قواه العقلية وطاقة الإبداع عنده.
أما سقراط (470-399 قبل الميلاد) فإنه كان يصوم عشرة أيام كلما طمح إلى حسم أمر يستحق ذروة في التفكير.
وأبو قراط - أبو الطب اليوناني القديم (460-370 قبل الميلاد), كان يصف للمرضى في أحرج المراحل أن يصوموا. وكان يقول عن عمل الصوم: (كل إنسان منا في داخله طبيب, وما علينا إلا أن نساعده حتى يؤدي عمله).
وفي القرن الأول الميلادي أشار يوليوس كورنيلوس الطبيب, في مرجعه, إلى الصوم كعلاج للصرع ولداء الصفراء.
ثم جاء الروماني جالينوس, في القرن الثاني الميلادي, وأوصى بالصوم كعلاج لكل أعراض (الروح السالبة), وكان يعني حالات الحزن وفقد الحب وفرط التوتر.
ومن أوربا العصر الوسيط, انتقل مشعل الطب والحكمة إلى ركن في إمبراطورية الإسلام, وأعلاه الشيخ الرئيس, أبو علي ابن سينا (980-1037 ميلادية), ولم يتنازل عن الصوم كدواء, بل كان مفضلاً لديه, يقول (إنه الأرخص) ويصفه للغني والفقير, ويعالج به الجدري والزهري وأمراض الجلد.
وفي عصر النهضة أطلق لودفيج كورنارو (1462-1566 ميلادية) عبارته: (ما تظنه قليل, هو في الحقيقة كثير). وكان يعني الصوم.
أما النمساوي باراتسليس (1493-1542ميلادية) أحد علماء السيمياء الطبية, فقد صرّح - رغم سيميائه -: (الدواء الأفضل يكمن في الجوع).
وفريدريك هوفمان (1660-1742 ميلادية) كان يعالج بالصوم: الروماتيزم والنقرس والنزلات الرئوية والاسقربوط وأمراض الجلد والقرح المستحكمة وكظة الدم!
والقائمة تطول وتطول حتى تبلغ أيامنا, في هذا القرن العشرين, قرن الكيمياء الطبية, والفيزياء الطبية, قرن الهندسة الوراثية, والبيولوجيا الجزيئية. وظلت هناك أياد ترفع راية العلاج بالصوم.
في أمريكا كان (هنريك تانر) وكتابه: (الصوم أكسير الحياة), ثم آبتون سنكلير - المدافع الصلب عن العلاج بالصوم. وكلاهما عمّر حتى التسعين. وفي فرنسا كان سوفنير وايف ففين. أما في الاتحاد السوفييتي - الذي كان - فكان الشهير يوري نيكالايف.
وحتى الآن مازال في ساحة العلاج بالصوم أسماء كثيرة: بوشنجر الألماني, وآلان كوت الأمريكي, وآبي هوفر, وشيلتون, والسوري محمود البرشة.
صوم لا حمية
والصوم الطبي الذي تناقلت مشعله كل تلك الأيادي, لم يكن إلا الشكل الأقرب إلى الصوم الإسلامي. حيث لا يتم الامتناع عن أطعمة بعينها والإقبال على أخرى. بل هو امتناع تام عن كل طعام وشراب غير الماء.
أما الامتناع عن تناول بعض الأطعمة والتفرّغ لغيرها, فهو شيء آخر اسمه (الحمية) أو (الريجيم) وهي ليست الصوم الطبي الذي نعنيه.
صوم تام عن الطعام, ولاشيء غير الماء, هل هذا ممكن? نعم ممكن. ويؤكد علماء وظائف الأعضاء أن الإنسان يمكنه البقاء دون طعام مدة 79 (تسعة وسبعين) يوماً, شرط أن يتناول ما يكفيه من الماء.
ولا يعني ذلك أن كل من يلجأ إلى الصوم الطبي عليه أن يصوم هذه الفترة. ففترات الصوم العلاجي تختلف من مريض إلى مريض ومن مرض إلى مرض.
كل ذلك قد لا يبدو مطمئناً, ومن ثم… لا وسيلة إلا إيضاح كنه هذا الصوم الطبي وسلوك الجسد الإنساني خلاله, لعل ذلك يكون باعثاً على شيء من الاطمئنان.
فحال الامتناع عن الطعام تحدث عمليتان أساسيتان: أولاهما انتقال الجسم إلى التغذية الداخلية اعتماداً على ما تدّخره الأنسجة للحصول على الطاقة اللازمة لاستمرار الحياة. والثانية - وهي الأهم - في الدور العلاجي للصوم - استمرار وزيادة نشاط عملية الإطراح… أي تخلص الجسم من تراكمات الفضلات والسموم خاصة في الأنسجة المريضة.
الانتقال إلى الاحتياطي
في القرن 19 درس (ف.باشوتين) تأثير الجوع على فيزيولوجيا الحيوان. وتبين له أنه حال انقطاع الإمداد بالطعام من الخارج, ينتقل الجسم إلى تغذية نفسه من الداخل. من المخزون في أنسجة الجسم المختلفة, باستثناء القلب والجهاز العصبي.
تماماً كما يحدث للجيوش الحصيفة إذا ما اشتد الضغط عليها: تظل محافظة على قيادتها وعلى وسائل الاتصال.
وقد وصف باشوتين تلك العملية بأنها نضال أعضاء الجسد الجائع, حيث يساهم كل منها بالمخزون لديه.
ولقد قدّر العلماء أن الاحتياطي الذي يمكن الاعتماد عليه داخل الجسم يصل إلى 40-50% من مجمل وزنه. ولوحظ أنه حتى درجة فقد 20-25% من وزن الجسم, لم يتم تسجيل أي تغيرات مرضية غير مرتجعة. وثبت أن الصوم الطبي مدة 25-30 يوماً قد أنقص من وزن الجسم 12-18% دون خطر يُذكر.
فكريات الدم الحمراء تنقص في البداية, ولمدة أسبوعين, ثم تبدأ الكريات الجديدة الشابّة في الظهور والتكاثر. ومع انهيار الخلايا الشائخة وتحطمها يحدث ميل خفيف إلى الحموضة, لكن احمضاض الدم لا يحدث أبداً.
ولا تتغير العظام, لكن نخاع العظام ينكمش قليلاً نظراً لوفرة ما يحتويه من مواد غذائية مدّخرة يساهم بها في عملية التغذية الداخلية.
يبقى وزن الكليتين ثابتاً تقريباً, أما الكبد فإن وزنه ينقص, لكن هذا النقص يكون على حساب المدخر من ماء وجليكوجين (سكر مختزن) دون المساس بتركيب الخلايا أو عددها.
وبينما يمكن أن ينقص وزن العضلات بنحو 40%, فإن عضلة القلب لا تخسر أكثر من 3%, وفي الحالتين فإن النقص يعود إلى انكماش الخلايا وليس إلى نقصان عددها.
ومن الجدير بالذكر أن القلب يرتاح كثيراً عند الصوم, إذ تنخفض دقاته إلى 60 دقة في الدقيقة. وهذا يعني أنه يوفر مجهود 28800 دقة كل 24 ساعة.
والقاعدة أن الجسم يعطي من مخزون المواد العضوية أولاً, ثم غير العضوية أخيراً. أي أنه يعطي أولاً من السكريات ثم الدم وبعض البروتين, لكنه لا يفرط بسهولة في المعادن وما يشابهها. فالحديد المتخلف عن حطام الكريات الحمراء القديمة يتم تجميعه وتخزينه في الكبد من جديد ليؤخذ منه حين الحاجة. لهذا لا يحدث فقر الدم المتسبب عن نقص الحديد أثناء الصوم.
وبشكل عام, فإن الانتقال إلى التغذية الداخلية يضمن نوعاً من التوازن الغذائي المحكم في حدود ما هو مطلوب حيوياً وحسب, لهذا لا تحدث أبداً أي من أعراض سوء التغذية التي تلاحظ في المجاعات, بل حتى في بعض حالات الوفرة عند زيادة السكريات على حساب البروتينات على سبيل المثال.
التخلص من الفضلات والسموم
تلك هي العملية الأهم في الصوم الطبي.
فمن ناحية يتلاشى مصدر مهم من مصادر السموم داخل الجسم. وهو ناتج تحلل الأغذية في الجهاز الهضمي. فالقناة الهضمية تتنظف تماماً من جراثيمها خلال أسبوع واحد من الصوم, ولنتذكر أن الحيوانات التي تدخل في السبات الشتوي تخرج منه فاقدة كل الجراثيم التي كانت موجودة في أمعائها الغليظة.
ومن ناحية أخرى, تستمر عملية التنظيف لإخراج الفضلات والسموم المتراكمة في الأنسجة, عبر اللعاب والعصارة المعدية والعصارة الصفراء وعصارة البنكرياس والأمعاء والمخاط والبول والعرق.
ورغم أن هذه العصارات قد تقل, فإنها لفرط كثرة ما تحمله من فضلات وسموم تغدو كريهة الرائحة وكثيفة. لكن مع تقدم النظافة الداخلية للجسم , تقل وطأة الرائحة وتخف كثافة الألوان. وتصير تلك علامة من علامات التخلص من ركام الفضلات والسموم. فعلى سبيل المثال يصير اللسان وسخاً في البداية ورائحة الفم كريهة, لكن في نهاية الصوم يعود اللسان نظيفاً وتتلاشى رائحة الفم.
وقد يبرز سؤال عن العصارة المعدية وما يمكن أن تسببه من ألم كاو وقروح لجدار المعدة الخالية. وهذا لا يحدث على نحو يخيف, فكمية العصارة تقل كثيراً مع الصوم وتقل درجة حموضتها. وفي حالات زيادة الحموضة - الموجودة قبل الصوم - قد يحدث ألم معوي, لكنه لا يستمر إلا في حدود 3-4 أيام من بداية الصوم ثم يختفي.
والتجدد هو النتيجة
ومن محصلة هاتين العمليتين: التغذية الداخلية المنضبطة بحكمة (الطبيب الداخلي), وطرح الفضلات والسموم (إضافة إلى عنصر بديهي وهو الراحة الفيزيولوجية التي تُمنح للجهاز الهضمي وملحقاته أساساً ولسائر الأجهزة والغدد بدرجة ما). من كل هذا تجد عضوية الجسد فرصة للتجدد. فتعود الوظائف بعد فترة الراحة أنشط, ويصير الدم أصفى وأغنى بكريات الدم الأكثر شباباً.
هذا التجدد يتبدى أول ما يتبدى على السطح, فتصير البشرة أنقى وتختفي البقع والتجاعيد. أما العيون فإنها تغدو أكثر صفاء.
ولقد أشارت تجارب اثنين من علماء الفيزيولوجيا بجامعة شيكاغو, وهما الدكتوران كارلسون وكوند, إلى ما يدعم ذلك. فقد أكّدا أن الصوم لمدة أسبوعين يكفي لتجديد أنسجة إنسان في عمر الأربعين بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشرة من عمره. رغم أن هذا الأثر غير دائم, ومن ثم يتطلب الأمر معاودة الصوم على فترات للحصول على الشباب من جديد.
كما أظهرت تجارب جامعة شيكاغو أن صوم 30-40 يوماً يزيد الاستقلاب بمعدل 5-6%, وحيث إن نقص الاستقلاب يعد مظهراً من مظاهر زحف الشيخوخة, فإن زيادته بالصوم تعني استعادة لبعض من الشباب, أو بلغة أخرى تأجيلاً للشيخوخة.
وعملية تأجيل الشيخوخة هذه عبر الصوم, أكّدتها باحثة أخرى هي سوزان سبلجر التي سجلت أن الفئران التي تتغذى على وجبات قليلة من البروتين ثم تصوم في اليوم التالي, عاشت أطول 50% من أقرانها ذوي التغذية العادية.
بين الخصوم والأنصار
كثيرة هي الاعتراضات التي سُجلت ضد هذا الصوم الطبي. منها ما هو معقول بمنطق العلم, ومنها ما هو وليد الخوف من الجوع بكل تراثه المؤلم عبر التاريخ الإنساني, لهذا نعرض لأهم اعتراضات الخصوم وما يتوافر حيالها من دفاع:
الخصوم: الصوم يسبب ضياع القوى.
الأنصار: التجارب التي أجريت بجهاز قياس القوة (الدينامومتر) أثبتت أن القوة العضلية لا تنقص. ومن ثم يرجع الضعف الذي يشعر به بعض الصائمين بصورة مخيفة إلى أسباب نفسية. أي أنها ليست أسباباً موضوعية, ومع ذلك, ينصح أطباء الصوم بإخراج مثل هؤلاء المرضى من العملية العلاجية بالصوم لأن خوفهم النفسي من الموت جوعاً قد يقودهم إلى حافة الخطر.
الخصوم: الصوم يسبب ظهور أعراض العوز الغذائي (كالاسقربوط والإسهالات والتهاب العيون التقرّحي).
الأنصار: أثبتت تجارب الدكتور (فوستر) التي أجراها على الحيوانات, أن الحيوانات التي غذيت على أطعمة خالية من المعادن تموت أسرع من تلك التي لم تتغذ على الإطلاق - أي التي صامت - لأن التغذية الداخلية تكون أكثر توازناً.
الخصوم: ثمة حالات وفاة سُجلت أثناء العلاج بالصوم الطويل.
الأنصار: حالات الوفاة ترجع إلى السبب الذي صام المريض من أجله.
ولقد أشار العالم (دبوي) إلى أن الموت أثناء الصوم لا يمكن أن يحدث إلا إذا أصيبت الأحشاء والهيكل العظمي. وهو مالم يثبت بتشريح جثث المتوفين أثناء الصوم. فمن بين 2500 حالة عالجها الدكتور (هازاد) بالصوم لم تُسجل غير 18 حالة وفاة لم يكن الصوم سببها, بل السبب يرجع إلى المرض الذي صام المريض من أجله.
الخصوم: احتراق الشحوم للحصول على الطاقة بعد نفاد السكريات, يكون احتراقاً غير كامل, ومن ثم تتراكم الأحماض ومادة الأسيتون ويحدث احمضاض الدم.
الأنصار: صحيح أن السكريات المخزونة كجليكوجين تستنفد سريعاً - خلال اليومين الأولين - لكن تكوين الجليكوجين لا يتوقف, كما أكد ذلك العالمان الفيزيولوجيان (زوهوت) و (توتل) ويرجّح أن مادة الجليسرول التي تأتي من هضم المواد الدسمة تتحوّل من جديد إلى جليكوجين. كما أن رائحة (الخلّون) لم يثبت وجودها في نفس الصائم أو إفرازاته.
ولا تتوقف المساجلة بين أنصار الصوم الطبي وخصومه, لكن الصوم مازال يستخدم كوسيلة علاجية, بدأت لمداواة أمراض الجسد ووصلت حتى أمراض النفس.
من الجسد إلى النفس
لعلنا نتذكر الحكمة الطبية العريقة التي تقول: (الوقاية هي خير وسيلة للعلاج). ومن ثم يكون للأصحاء - بداية - نصيب في الصوم الطبي كوسيلة وقائية, يوكل فيها الأصحاء طبيبهم الداخلي ليقوم بتنظيف الجسد وإيقاظ التوازن فيه, ومن ثم إعادة تجديد الاستحكامات المناعية ضد الغزاة المحتملين من بكتريا وفيروسات. وهذا ما توصي به مدرسة (الطب الوقائي الطبيعي) وعلمها الأشهر (سلفستر جراهام) حيث الوقاية تعني: الهواء نظيف, والماء نظيف, وضوء الشمس, والهدوء النفسي, والراحة الفسيولوجية الدورية (أي الصوم على فترات).
بعد ذلك يأتي الصوم كعلاج في مواجهة الأمراض الحادة, ويكفي أن نلاحظ رفض الإنسان الغريزي للطعام حال إصابته بالمرض, ومن ثم يكون الصوم دعماً للغريزة الحكيمة تلك. ومجالات تطبيقه في الأمراض الحادّة تشمل: أمراض الجهاز الهضمي (والحمى التيفية والكوليرا مثالان ساطعان على ذلك, وعموماً حيثما كان هناك غثيان أو قيء أو ألم كما في التهابات القولون والزحار).
في حالات الالتهابات المفصلية الحادة - وهو ما سجله أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة مونتريال… البروفوسير (وود) الذي عالج مرضاه بنجاح عبر 4-8 أيام من الصوم. وذكر أن الصوم في حالات الروماتيزم يحول دون وصول التدهور إلى القلب.
أما في الأمراض الصدرية, فقد أشير إلى الصوم كعلاج لشتى أنواع السعال خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام. بينما يحتاج الربو الشُعبي إلى فترة أطول, وتظهر نتيجة الصوم جلية عندما يستطيع مريض الربو أن يخلد إلى النوم في هدوء.
وفي الأمراض المزمنة, سيدهشنا أن نجد في قائمة ما يمكن معالجته بالصوم: داء الصمم, وطنين الأذن, والسكر, وأمراض القلب, والأمراض الرئوية المزمنة. ولعلنا نتوقف مقتنعين عند مرض الصمم, لأنه ثبت أن عملية الاطراح التي تجري أثناء الصوم تنظف قناة (استاكيوس). أما مرض السكر فيكفي أن نتذكر وجود طريقة معتمدة لعلاج السكر بالصوم تسمى باسم مكتشفها: (طريقة آلان).
ومن أمراض الجسد إلى أمراض النفس ننتقل, ونتوقف أمام علامة مهمة في هذاالمجال: الروسي يوري نيكالايف… وهو أستاذ أمراض نفسية بارز يعتبر أول مَن أدخل - عام 1945 - الأمراض النفسية والعقلية في دائرة الأمراض التي تُعالج بالصوم. وسجل نجاحاً في علاج الوسواس القهري والهوس وبعض أنواع الفصام بهذه الطريقة التي كان يسمّيها (ربما لأسباب إيديولوجية ذهبت مع الريح أخيراً!): (العلاج بالجوع).
عالج يوري نيكالايف بمستشفى معهد موسكو للطب النفسي عشرة آلاف مريض عقلي ونفسي مطبقاً عليهم طريقة الصوم الطبي, تحسن 65% منهم إلى درجة استطاعة الحياة والعمل خارج المستشفى. وعندما جرت متابعة هؤلاء المتحسنين ثبت أن 50% منهم لم ينتكسوا بعد مرور ست سنوات.
ولقد اتبع يوري نيكالايف طريقة الصوم لمدة شهر, أتبعه بإفطار يحتوي على القليل من البروتين واللبن المحمّض, إضافة إلى الكثير من الخضراوات والفواكه.
ومن روسيا إلى أمريكا, أجرى الدكتور (آلان كوت) - الطبيب النفسي بمستشفى جراسي بنيويورك - بحثه على 35 مريضاً بالفصام, خضعوا لبرنامج الصوم الطبي. وسجل أن 24 منهم تعافوا ولم تحدث لهم انتكاسات. وكان استنتاج (كوت) أن (الصوم لمدة شهر عمل كمنبه قوي للتحكم في أعراض الفصام, ثم إن الصوم كمنظف للقناة الهضمية إضافة للحموضة الخفيفة التي يحدثها - معاً - لاشيا أثر السموم الداخلية التي قد تكون سبباً من أسباب الفصام النفسي.
وأشار (كوت) إلى أن (المحتوى البروتيني) لدى الفصاميين يكون أعلى منه لدى غير الفصاميين, وشرح أن العلاج بالصوم (يتعتع) البروتين من مكامنه داخل الجسم. ويقول كوت أن عملية التعتعة هذه تبلغ ذروتها خلال سبعة أيام, بعدها يعود (المحتوى البروتيني) إلى معدله العادي (أي ينخفض).
وحيث إن ذلك قابل للارتفاع مجدداً بعد ستة أشهر, فقد أوصى (كوت) بضرورة عودة مريض الفصام إلى الصوم العلاجي على فترات للوقاية.
البداية والنهاية
قبل أي بداية لهذا الصوم الطبي, لابد أن يكون هناك الطبيب, الطبيب المختص في العلاج بالصوم والمشرف عليه والمتدخل إذا ما دعت الضرورة.
أما النهاية - أي قطع الصوم - فإن هناك طبيباً داخلياً عجيباً يحددها, وعلى الطبيب الخارجي أن يصغى إلى أوامره ويطيع.. وإلا حل الخطر.
فمن عجائب الجسد الإنساني, والحكيم الداخلي الذي أودعه الله فيه, أنه يطلق صافرة إنذار تقول بوجوب انتهاء الصوم قبل الدخول في مرحلة الخطر.
وصافرة الإنذار هذه واضحة غاية الوضوح, فهي: عودة الحس بالجوع بعد غيابه وتلاشيه (إذ إن الحس بالجوع يختفي منذ اليوم الثالث من بدء الصوم على وجه التقريب).
وحتى لا يختلط الحس الحقيقي بالجوع مع الحس الكاذب الذي قد تخلقه النفس ويرتبط بالشهية, فإن هناك علامة جامعة تنطوي تحتها علامات: تمام النظافة من الفضلات والسموم.
فعند هذا الحد يعود اللسان نظيفاً, وتختفي روائح الفم, ويصفو الجلد, وتلتمع العيون. وعند هذا الحد يصير حس الجوع تظاهرة فزيولوجية كاملة: ضعف عام, ورجفان, وتقلصات مؤلمة في المعدة.. ويصرخ الجوع في الفم والحلق.
هنا يسلم الطبيب - الحكيم - الداخلي الراية للطبيب الخارجي لعله يكون حكيماً بدوره: يأمر بالإفطار, بحذر وهدوء, خفيفاً خفيفاً في البداية, عصائر فواكه وخضر.. نصف كأس في البداية, ثم نصف آخر بعد مرور ساعة, وكل ساعة بعد ذلك. ولا يُسمح ببرتقالة كاملة إلا في اليوم الثالث. أما الوجبة الكبيرة فليست قبل انقضاء أسبوع من قطع الصوم الطبي.
رحلة شاقة, لكنها - بالتأكيد - لن تكون أشق من مكابدة المرض.
0 التعليقات: