شهر رمضان والصوم الصحي الاسلامي خبير الاعشاب والتغذية العلاجية منذ عام 1986

احكام الصيام وفوائد الصيام خبير الاعشاب والتغذية العلاجية 00962779839388

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الصوم وغذاء الروح


الصوم وغذاء الروح

الحمد لله خلق الكون بقدرته من العدم، وأضاء الكون بنوره فأشرقت له الظلم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فإن عبادة الصوم سر من الإسرار الإلهية، وحكمة بديعة من حكم التشريع، فلا عجب أن كان الركن الرابع من أركان الإسلام، والركن هو الجانب القوي الذي يبنى عليه الشيء، فالإسلام مبني على عبادة الصيام.
ما هو السر في الصيام حتى كان ركنًا من الأركان، وعبادة من العبادات التي يحبها الله، ويكثر من التقرب بها رسل الله وأنبياؤه وأولياؤه؟
لماذا كان النبي صلى الله عليه يتغير في رمضان؟ ويزداد في التقرب إلى الله وفعل الطاعات؟ ما الذي أحدثه الصوم فيه؟ وهل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي لم يخالط قلبه محبة غير الله يتأثر بالصيام إلى هذا الحد، فيحدث له هذا النشاط العجيب، غير المعتاد؟
ولماذا كان الصوم جنة؟ ولماذا رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؟
ولماذا لما قال أحد أصحاب رسول الله له: يا رسول الله مرني بعمل، قال: ((عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له))(1).
لماذا كان للصائمين باب يقال له الريان، لا يدخل منه أحد غيرهم؟
لماذا كان الصوم لله، وهو يجزي به؟
هل هذا كله لأجل الإمساك فقط عن المفطرات من الأكل والشرب والشهوة؟
أيمكن لنا أن نفوز بفوائد الصيام بمجرد أن نفعل ذلك؟
كلا... إن هناك غذاء يحدثه الصوم في شهر رمضان، غذاء يخالف غذاء البدن، غذاء تحيى به الأرواح، وتصلح به الأمة، وتستقيم به الأحوال.
فما هي العلاقة بين الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والشهوة، وبين بناء النفس، وغذاء الروح؟ ما هو هذا الغذاء, وما آثاره؟
لو نظرنا في حال النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، كيف كان يواصل الصيام، ولا يكتفي بالصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولما نهى أصحابه عن الوصال رحمة بهم، وخوفًا عليهم ألا يطيقوا القيام بالأعمال مع مواصلة الصيام، فقالوا له: إنك تواصل، قال لهم: ((وَأَيُّكُمْ مِثْلِي؟!! إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ))(2).
فقَوْله: ((يُطْعِمنِي وَيَسْقِينِ)) أَيْ يَشْغَلُنِي بِالتَّفَكُّرِ فِي عَظَمَته، وَالتَّمَلِّي بِمُشَاهَدَتِهِ، وَالتَّغَذِّي بِمَعَارِفِهِ، وَقُرَّة الْعَيْن بِمَحَبَّتِهِ، وَالِاسْتِغْرَاق فِي مُنَاجَاته، وَالْإِقْبَال عَلَيْهِ عَنْ الطَّعَام وَالشَّرَاب، وهَذَا الْغِذَاءُ أَعْظَم مِنْ غِذَاء الْأَجْسَاد, وَمَنْ لَهُ أَدْنَى ذَوْقٍ وَتَجْرِبَةٍ يَعْلَمُ اِسْتِغْنَاءَ الْجِسْم بِغِذَاءِ الْقَلْب وَالرُّوح عَنْ كَثِير مِنْ الْغِذَاء الْجُسْمَانِيِّ وَلَا سِيَّمَا الْفَرَح الْمَسْرُور بِمَطْلُوبِهِ , الَّذِي قَرَّتْ عَيْنه بِمَحْبُوبِهِ(3).
فهل تعجبون بعد ذلك إذا كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان يدارسه جبريل القرآن، ويقوم من الليل قيامًا لا يطيقه أحد، يفعل ذلك كله، وهو ممسك عن الطعام والشراب، فبدنه محروم من غذائه، لكن روحه تتغذى تغذية تقويه على فعل الطاعات، والجود بأنواع الخيرات.
ولقد كان من أصحابه من يواصل، ويفعل مع ذلك جميع العبادات، ويقوم بأداء سائر الحقوق، فهذا عبد الله بن الزبير يواصل خمسة عشر يومً(4)، وهو الذي كان مضرب المثل في القيام، والجهاد في سبيل الله.
لقد أحدث الصوم له غذاء استغنى به عن غذاء البدن. 

ما هي الروح؟
الروح جسم مخلوق نورانى علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم(5). 
وقد جعلها اللَّهُ فِي الْأَجْسَامِ, فَأَحْيَاهَا بِها, وَعَلَّمَهَا وَأَقْدَرَهَا, وَبَنَى عَلَيْهَا الصِّفَاتِ الشَّرِيفَةَ, وَالْأَخْلَاقَ الْكَرِيمَةَ(6).
فالمشاعر والأحاسيس، والحب والبغض، والإرادة والقصد، والأخلاق والطبائع كلها متعلقة بالروح.
وهذه الروح تسمى نفسًا، وقد سماها الله في كتابه كذلك، فقال: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)} [سورة الزمر 39/42].
وقد أضاف الله هذه الروح إليه إضافة تشريف، فقال {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (9)} [سورة السجدة 32/7-9]
وهذه النفس لها أحوال وأحكام، ولها غذاء وليس غذاء الأرواح من جنس غذاء البدن، بل إن غذاء البدن إذا زاد عن حده أفسد الروح وأمرضها، وأدخل عليها من الفساد ما يكون فيه هلاكها.
وغذاؤها بالعلم النافع، وبالعمل به، فعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ))(7).
فالنبي صلى الله عليه وسلم "شبه العلم والهدى الذي جاء به بالغيث، لما يحصل بكل واحد منهما من الحياة والمنافع والأغذية والأدوية وسائر مصالح العباد،.. وشبه القلوب بالأراضي التي وقع عليها المطر لأنها المحل الذي يمسك الماء فينبت سائر أنواع النبات النافع، كما أن القلوب تعي العلم فيثمر فيها ويزكو وتظهر بركته وثمرته"(8).
وعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ، حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ)) قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((الْعِلْمَ))(9).
ومن غذاء الروح الرائحة الطيبة؛ ولهذا حبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا الطيب؛ لأن النفس ترتاح إلى الروائح الطيبة، ولها أثر في زيادة قوة البدن، ودفع التعب والكسل.
"وفي الطيب من الخاصية أن الملائكة تحبه، والشياطين تنفر عنه، وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها؛ فالخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات"(10)
وإذا تغذت الروح بالعلم النافع، والعمل الصالح، فإن ذلك قد تظهر آثاره على البدن في الدنيا قبل الآخرة، فهذا نافع القارىء كان إذا تكلم يُشم من فيه رائحة المسك، فقيل له: كلما قعدت تتطيب؟!! فقال: ما أمس طيبًا، ولا أقربه، ولكن رأيت النبي في المنام وهو يقرأ في فمي، فمن ذلك الوقت يشم من فِيِّ هذه الرائحة(11).
وهذا عبد الله بن غالب لما قتل في المعركة ودفن أصابوا من قبره رائحة المسك، قال: فرآه رجل من إخوانه في منامه، فقال: يا أبا فراس! ما صنعت؟ قال: خيرَ الصنيع، قال: إلام صرت؟ قال: إلى الجنة، قال: بم؟! قال: بحسن اليقين، وطول التهجد، وظمأ الهواجر، قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟! قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ، قال قلت: أوصني، قال: اكسب لنفسك خيرًا، لا تخرج عنك الليالي والأيام عُطلًا؛ فأنى رأيت الأبرار نالوا البر بالبر(12).
حتى إن الناس فتنوا في قبره، فبعث إليه من سواه بالأرض(13).
وإذا تغذت الروح بالأمور الخبيثة، وأعرضت عما فيه سعادتها وفلاحها، وتركت سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قد يظهر على البدن أثر ذلك، فذكر مسعدة في كتابه في الرؤيا عن ربيع بن الرقاشي قال أتاني رجلان فقعدا إلي فاغتابا رجلا فنهيتهما، فأتاني أحدهما بعدُ، فقال: إني رأيت في المنام كأن زنجيًا أتاني بطبق عليه جنبُ خنزير، لم أر لحمًا قطُّ أسمنَ منه، فقال لي: كل، فقلت: آكل لحم خنزير؟؟!! فتهددني، فأكلت، فأصبحت وقد تغيَّر فمي، فلم يزل يجد الريح في فمه شهرين(14).
وقال القيرواني: أخبرني شيخ من أهل الفضل، قال: أخبرني فقيه، قال: كان عندنا رجل يكثر الصوم ويسرده، ولكنه كان يؤخر الفطر، فرأى في المنام كأن أسودين آخذين بضبعيه وثيابه إلى تنور محمى ليلقياه، قال: فقلت لهما: على ماذا؟! فقالا: على خلافك لسنة رسول الله، فإنه أمر بتعجيل الفطر وأنت تؤخره، قال فأصبح وجهه قد اسود من وهج النار فكان يمشي متبرقعًا في الناس(15)
فإذا داومت الروح على فعل الخيرات، ولم تزل مشتغلة بالطاعات فإن مستقرها بين يدي الله إذا فارقت البدن، فتحييه بالتحية الطيبة، عن جابر بن عبد الله قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: ((يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: ((أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟)) قَالَ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ، قَالَ وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا..} الْآيَةَ(16)، وقال ابن القيم: "حدثني القاضي نور الدين بن الصائغ قال: كانت لي خالة، وكانت من الصالحات العابدات، قال: عدتها في مرض موتها، فقالت لي: الروح إذا قدمت على الله ووقفت بين يديه ما تكون تحيتها وقولها له؟ قال: فعظُمت علي مسألتها، وفكَّرتُ فيها، ثم قُلت: تقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، قال: فلما توفيت رأيتها في المنام فقالت لي: جزاك الله خيرًا، لقد دُهشت فما أدري ما أقوله ثم ذكرت تلك الكلمة التي قلت لي فقلتها"(17).

غذاء الروح في رمضان
إن هذا الشهر المبارك الكريم هو أعظم موسم لغذاء الروح، وغذاؤها يكون بأمرين:
أحدهما: تفريغ ، والثاني: تعبئة.
أما التفريغ، فهو الإمساك عن الأكل والشرب، فإنه يعين على التفكر والتأمل، ويصون القلب عن وساوس الشيطان؛ لضيق مجاري الدم بقلة الأكل، إلا أن هذا الصيام لا بد أن يكون معه خمسة أمور من جنسه، فيها تفريغ، وهي:
الأول: صيام العين: إن الصائم تصوم عينه فيغض بصره ويكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله عز وجل(18)، قال صلى الله عليه وسلم  ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله، فمن تركها خوفًا من الله آتاه الله عز وجل إيمانًا يجد حلاوته في قلبه))(19).
ألم تر أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)} [سورة طـه 20/131]، فالصائم يمسك عينه عن هذا النظر الذي يملأ القلب بزينة الحياة الدنيا والتعلق بها، ويشغل الجوارح بطلبها، فإذا صامت عينه عن ذلك فرغ قلبه من التعلق بزخارف تتحول وتتبدل، ووجه نظره إلى ما هو خير وأبقى، واستعد لاستقبال ما يرد عليه من كلام الله وهداه، وذكره والانشغال به.

الثاني: صوم اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وإلزامه السكوت عما فيه مضرة، أو ما لا منفعة فيه، وقد قال سفيان الغيبة تفسد الصوم رواه بشر بن الحارث عنه، وروى ليث عن مجاهد: خصلتان يفسدان الصيام الغيبة والكذب(20)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم))(21)، وقال صلى الله عليه وسلم ((ليس الصيام من الطعام والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث))(22)، وقال أيضًا: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).

الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه؛ لأن كل ما حرُم قوله حرم الإصغاء إليه، ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت فقال تعالى {سماعون للكذب أكالون للسحت}، وقال عز وجل: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت}، وقال تعالى{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140)} [سورة النساء 4/140](23).
والسمع بريد القلب، فمن حفظ سمعه فقد حفظ قلبه وروحه من أن يصل إليها ما يفسدها، وقد ورد أن ((الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع))، والألحان شراب الأرواح التي تسكر بها، وتطرب لها، وتنشغل بها عن سماع كلام الله والاستفادة منه.

الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره، وكف البطن عن الأكل الحرام وقت الإفطار، فلا معنى للصوم -وهو الكف عن الطعام الحلال- ثم الإفطار على الحرام، فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصرا ويهدم مصرا، فإن الطعام الحلال إنما يضر بكثرته، لا بنوعه، فالصوم لتقليله، وتارك الاستكثار من الدواء خوفًا من ضرره إذا عدل إلى تناول السم كان سفيهًا، والحرام سم مهلك للدين، والحلال دواء ينفع قليله ويضر كثيره، وقصد الصوم تقليله(24).

الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار، بحيث يمتلئ جوفه، فما من وعاء أبغضُ إلى الله عز وجل من بطن ملئ من حلال، وكيف يُستفاد من الصوم قهرُ عدوِّ الله وكسرِ الشهوة إذا تداركَ الصائمُ عند فطره ما فاته ضَحوةَ نهارِه؟!! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام، حتى جرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان، فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر، ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى، وإذا فرغت المعدة من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس، حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها، ثم أُطعمت من اللذات وأشبعت، زادت لذتها وتضاعفت قوتها، وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها، فلهذا ترى من بعض الناس في رمضان زيادة في الشر، وبعدًا عن الخير، وتفننًا في أنواع المعاصي؛ لما يفعلونه في ليلهم من ملأ البطون، وتلبية دواعي الشهوات، فروح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في العود إلى الشرور، ولن يحصل ذلك إلا بالتقليل، وهو أن يأكل أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم، فأما إذا جمع ما كان يأكل ضحوة إلى ما كان يأكل ليلاً، فلم ينتفع بصومه، بل إن من الآداب أن لا يكثر النوم بالنهار حتى يحس بالجوع والعطش، ويستشعر ضعف القوى، فيصفو عند ذلك قلبه، وليبق لليله شيئًا من الضعف والجوع، حتى يخف عليه تهجده وأوراده، فعسى الشيطان أن لا يحوم على قلبه فينظر إلى ملكوت السماء، ومن ملأ بطنه بأصواع من الطعام فهو عن ملكوت الله محجوب، وقد أوسع للشيطان مجراه، وفتح له الأبواب(25). 
والمتأمل في عبادة الاعتكاف يجدها تعين الصائم على هذه الأمور كلها.
ثم بعد هذا التفريغ تكون الروح جاهزة لاستقبال ما يرد عليها من النور الإلهي، والفيض الرباني، فتشتاق بسببه إلى فعل الخيرات، وتنشغل به عن المحرمات.
فأول ذلك: الصلاة، وهي الصلة بين العبد وربه، وشهر رمضان شهر القيام، فالنفوس تتعلق فيه بالصلاة، وتقبل عليها، وتمتلئ المساجد بالمصلين.
والصلاة لا تكون غذاء للروح حتى يخشع صاحبها فيها ويخضع، ويستحضر قلبه، وجميع جوارحه فيحضرها ذليلة بين يدي الله، فينكشف له في هذه الحال من عظمة الله وكبريائه، وقوته وجلاله، ما يصغر معه كل كبير في الدنيا، فينطق قلبه بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل قبل أن ينطق لسانه، قال تعالى {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.

الثاني: قراءة القرآن، وهو الروح الذي أنزله الله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، فلا حياة لأرواح بني آدم إلا به، فهو غذاؤها ودواؤها، وهو حياتها ونظامها، قال تعالى {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً (82)} [سورة الإسراء 17/82]، وقال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة 2/185]

الثالث: مداومة الذكر، من التسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار، فإن الله مع عبده إذا ذكره، وهو يطرد الشيطان، ويحيي القلب ويغنيه، ويحط السيئات، ويزيل الوحشة بين العبد وربه، قال سليمان الخواص رحمه الله: الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسد , فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم , فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدني(26).

الرابع: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقًا مضطربًا بين الخوف والرجاء؛ إذ ليس يدرى أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين، وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها، فقد روي عن الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون، فقال: "إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون، أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته" أي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب، وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك، وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه(27).
وقيل لأبي مسلم الخولاني: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟! قال: إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدَُّن(28)، إنما تجري وهن ضُمَّرٌ، إلا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل(29).

آثار غذاء الروح.
إن الروح إذا تغذت بتفريغ المفسدات، والتزود بهدى الله الذي أنزله لعباده، فإن لذلك آثارًا عظيمة على الجوارح، فتقبل على العبادة بنفس منشرحة، وترى فيها أنسها وراحتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)).
حتى إن الله تعالى يوكل بها من يوقظها إذا هي غفلت أو تكاسلت، كان العلاء بن زياد له وقت يقوم فيه، فقال لأهله تلك الليلة: إني أجد فترة، فإذا كان وقت كذا فأيقظوني، فلم يفعلوا، قال: فأتاني آت في منامي، فقال: قم يا علاء بن زياد اذكرِ الله يذكرْك، وأخذ بشعرات في مقدَّم رأسي، فقامت تلك الشعرات في مقدَّم رأسي، فلم تزل قائمة حتى مات، قال يحيى بن بسطام: فلقد غسلناه يوم مات وإنهن لقيام في رأسه(30).
1- فالصوم يغذي في روحك محبة الصلاة؛ لأنها تصلك بالله، الذي أنعم عليك بجميع النعم، وهداك لهذا الدين القويم، ومن عليك بتعليمك القرآن العظيم، ولهذا ورد في الحديث ((أن شرف المؤمن قيامه بالليل))(31).
2- ومن آثار غذاء الروح أن تجود النفس ببذل المحبوبات طاعة لله تعالى، فتنفق في سبيل الله، وتعطي المحرومين، وتواسي الفقراء والمعدمين، وهي ترجو الخلف من الله، كما قال تعالى {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}.
3- ومن آثار غذاء الروح الانتصار على العدو، ونشر دين الله في الأرض، ولقد كان شهر رمضان شهر الانتصارات في تاريخ الأمة الإسلامية، بل إن فرضه كان قبل معركة بدر بشهر، ووقعت بدر في شهر رمضان من هذه السنة بعد أن فرض(32)، وكأنه والله أعلم مقدمة بين يدي النصر، ولتكون النفوس قد تربت على الطاعة والصبر، فمن أطاق حبس نفسه عن شهواتها وملاذها، وقهَر عدوه الذي يلازمه ليل ونهار، بل يجري منه مجرى الدم، استطاع مقابلة العدو الظاهر، الذي لا يراه إلا في ساحة المعركة.
وهذا العلاء الحضرمي أراد أن يلحق العدو في جزيرة يقال لها دارين، وليس معه سفن، فارتحل وارتحل معه جيشه، حتى إذا أتوا ساحل البحر اقتحموا على الصاهل والجامل، والشاحج والناهق، والراكب والراجل، ودعا ودعوا، وكان دعاؤه ودعاؤهم: يا أرحم الراحمين يا كريم يا حليم يا أحد يا صمد يا حي يا محيي الموتى يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت يا ربنا، فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعًا، يمشون على مثل رملة ميثاء، فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل، وإن ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفن البحر في بعض الحالات، فالتقوا بها عدوهم واقتتلوا قتالا شديدًا، ونصرهم الله، فلما فرغوا رجعوا عودهم على بدئهم حتى عبروا، وفي ذلك يقول عفيف بن المنذر: 
ألم تر أن الله ذلل بحـــره ***  وأنزل بالكفار إحدى الجلائل  
دعونا الذي شق البحار فجاءنا *** بأعجب من فلق البحار الأوائل(33).
4- ومن آثار غذاء الروح أن تعف النفس عن مواقعة الشهوات، فالصيام يقوي الإرادة، ويدرب الصائم على أن يمتنع باختياره عن شهواته، فلا يكون عبدًا لشهوته، يلبي نداءها كلما نادته، ويطعمها كلما استطعمته.
ومن يطعم النفس ما تشتهي  ***  كمن يطعم النار جزل الحطب(34).
5- والصوم يغذي في الروح الزهد في الدنيا والتعلق بالله والتوكل عليه، والرضا بما قسم، وعدم التعلق بالدنيا وحطامها، اجتمع بعض الزهاد، ومعهم سليمان الخواص، فتذاكروا الفقر والغنى، فقال بعضهم: الغني من كان له بيت يسكنه، وثوب يستره، وسداد من عيش يكفُّه عن فضول الدنيا، وقال بعضهم: الغني من لم يحتج إلى الناس، فقيل لسليمان: ما تقول أنت في ذلك؟ فبكى وقال: "رأيت جوامع الغنى في التوكل، ورأيت جوامع الفقر في القنوط، والغني حق الغني من أسكن الله في قلبه من غناه يقينًا، ومن معرفته توكلًا، ومن قسمته رضًا، فذلك الغني حق الغني وإن أمسى طاويًا وأصبح معوزًا" فبكي القوم من كلامه(35)
6- ومن آثار غذاء الروح حصول صفة الحياء، فإن الروح المتغذية بعبادة الصيام يحصل لها حياء عظيم من خالقها، إذ كيف تمتنع عما فيه حياتها طاعة له، ثم تقبل على ما فيه هلاكها، وهو ينظر إليها في كلا الحالين؟!! وكيف تقبل عليه في هذا الشهر ثم تنتكس على عقبيها بعده؟! وكيف تمسك عن الطعام وتفطر على لحوم إخوانها؟! وكيف تطيع في النهار وتعصي في الليل؟ ومن تخلق بخلق الحياء فقد فاز بأحسن الأخلاق، واكتسى أجمل الثياب، وتزود بأطيب الأزواد.
7- ومن آثار غذاء الروح التربي على التدرج في الأعمال، وأن يكون الانتقال من صغيرها إلى كبيرها، وأن يكون الإتقان فيها هو أول أركانها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، بعد أن تكون الروح قد أخذت قدرًا كافيًا من الغذاء، وتعودت على الجوع، فيكون الاجتهاد في العشر الأواخر ليختم المؤمن عبادته بمضاعفة عمله، وتوديع هذا الشهر بما يستحقه.
فتتعود النفس على إتقان أعمالها، وتحرص على إتيان البيوت من أبوابها، وتعلم العلم النافع من أهله، واتباع الوسائل الصحيحة لتعلمه، واستكمال الشروط اللازمة له، وفي ذلك حصول الفلاح في الدنيا والآخرة(36).
8- ومن آثار غذاء الروح مراجعة أحوال العبد في دنياه، ماذا قدم؟ وماذا فعل؟ وبأي شيء سيقبل على الله، وهو الذي يقول {إلى ربك يومئذ المساق}، ويقول {إن إلى ربك الرجعى}.
9- ومن آثار غذاء الروح الترفع عن الوقوع في أموال الناس بالظلم والبغي والباطل، كما قال تعالى {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188)} [سورة البقرة 2/188].

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه


------------------------------------
(1) رواه: رواه النسائي (4/165، رقم 2220- 2223) قال في الفتح (4/104): بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه (8/211، 213، رقم 3425، 3426)؛ وابن خزيمة (3/194، رقم 1893)؛ والحاكم في المستدرك (1/582، رقم 1533) عن أبي أمامة، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(2) رواه البخاري وغيره.
(3) انظر: فتح الباري (4/208).
(4) انظر: المصنف (2/496)؛ فتح الباري (4/204).
(5) الروح لابن القيم (1/178).
(6) أحكام القرآن لابن العربي (3/214).
(7) رواه البخاري كتاب العلم، باب فضل من علِم وعلَّم، ومسلم 
(8) مفتاح دار السعادة (1/60).
(9) متفق عليه.
(10) زاد المعاد (4/257). وانظر: مقدمة ابن خلدون (302) حيث ذكر أثر فساد الهواء على الروح.
(11) الروح (1/190).
(12) حلية الأولياء (6/248).
(13) انظر: شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (157).
(14) الروح (1/190).
(15) الروح (1/191).
(16) رواه الترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة آل عمران، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه، ورواه ابن ماجه في المقدمة، وفي كتاب الجهاد. وقال في الزوائد: إسناده ضعيف، وابن حبان في صحيحه، (15/490، رقم 7022)، والحاكم في المستدرك (3/224، رقم 4914)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(17) الروح (1/188).
(18) إحياء علوم الدين (1/233).
(19) رواه الحاكم في المستدرك (4/346، رقم 7875) من حديث حذيفة، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ورواه الطبراني (10/173، رقم 10362) من حديث عبد الله بن مسعود.
(20) إحياء علوم الدين (1/234).
(21) متفق عليه من حديث أبي هريرة.
(22) رواه البخاري (1770).
(23) إحياء علوم الدين (1/235).
(24) إحياء علوم الدين (1/235).
(25) إحياء علوم الدين (1/235).
(26) نقله عنه ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (5/52).
(27) إحياء علوم الدين (1/235- 236).
(28) قال في القاموس: ككتب، وركع. هذا إذا أردت الجمع، أما المصدر فهو: 
(29) سير أعلام النبلاء (4/10).
(30) الروح لابن القيم (1/190).
(31) رواه الشهاب في مسنده (رقم 151، 746) عن سهل بن سعد، وقال الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ج1/ص34): "رواه الخطيب عن سهل بن سعد مرفوعا، وفي إسناده محمد بن حميد كذبه أبو زرعة، رواه عن زافر بن سليمان، وهو ضعيف، قال في اللآلىء: أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق عيسى بن صبيح عن زافر وصححه، قال ابن حجر في الأمالي: تفرد به زافر وهو صدوق سيىء الحفظ كثير الوهم، وفي إسناده محمد بن عيينة وفيه مقال، فالصواب أن الحديث ضعيف لا كما جزم به الحاكم من كونه صحيحا، ولا كما جزم به ابن الجوزي من كونه موضوعا، وله شواهد ولكن بدون قوله واعلم" وقال أيضًا: "ورواه العقيلي عن أبي هريرة وهو موضوع". 
(32) انظر: البداية والنهاية (3/254- 255).
(33) تاريخ الطبري (2/289- 290).
(34) انظر: رمضان دروس وعبر (253).
(35) المستطرف في كل فن مستظرف (307- 308).
(36) انظر: رمضان موسم تعبئة ومراجعة ومواجهة (52).

0 التعليقات: